كُتب الراحلين ..!

كان من نصيب مدينة حمص وحدها من بين المدن، ممن رحلوا في العام المنصرم، أكثر من عشرة مبدعين في حقول إبداعية متعددة، ومن المؤكد أن جميعهم تركوا كتباً في أكثر من حقل، ولم تتيسر لهم طباعتهم لسبب أو لآخر، فلماذا لا تسعى وزارة الثقافة أو اتحاد الكتاب العرب بالتواصل مع ورثتهم وتتبنى كتاباً على الأقل لهم، فتحافظ على هذا النتاج وتنشره لمن يجب أن يستفيد منه، وتنصف الراحل وتكرّمه بهذا الإصدار، وبذلك نكون قد عوضنا أو كسرنا تقليد حفلات التأبين التي بات عقدها مرهوناً بتراجع إصابات كورونا، والتي لا تسمن من جوع، وقد يكون الرد الذي سيقابل به مثل هذا الاقتراح، سواء من وزارة الثقافة أو اتحاد الكتّاب العرب، إن القوانين المعتمدة لديهم لا تسمح بتنفيذ مثل هذا الاقتراح، ولذلك نقول: حسناً، لنعمل إذاً على تغيير القوانين وإضافة ما يسمح بتنفيذ الاقتراح أو ما يماثله، بطريقة أو بأخرى، وليكرس تقليداً نكرّم به مبدعينا وأجيالنا القادمة، فشخصياً أعرف أن الشاعر والمترجم الراحل د. شاكر مطلق ترك كتباً مترجمة وأكثر من ديوان شعر، وكذلك الراحلون: د. عبد الإله نبهان، والباحث والكاتب المسرحي محمد بري العواني، والمترجم الراحل عبد الرزاق العلي، تركوا أكثر من مخطوط، والشاعر والباحث مصطفى خضر قد ترك ديواناً على الأقل، فهل يعقل أن يسبق الأفراد الهيئات الثقافية في تنفيذ مثل هذه الفكرة..؟! فبالأمس أصدر د. منقذ عبد المعين الملوحي القصائد التي تركها ولم يطبعها الأديب والناقد التشكيلي معتصم دالاتي، كما أصدر بعض الأصدقاء منذ ما يزيد على 15 عاماً مجموعة قصصية لصديقهم الراحل حسان يوسف المحمد، وأزعم أن هذا ما فعله أصدقاء في أكثر من مدينة، وليست مشاعر الصداقة هي وراء ذلك فقط ، بل القيمة الأدبية لكتبهم. لكن ليس كل أصدقاء المبدعين لديهم قدرات مادية على فعل ذلك، خصوصاً في زمننا هذا، ثم إن هذا من عمل المؤسسات الثقافية، التي من واجبها الحرص على تركات الراحلين من مبدعي البلد، بخاصة الذين سبق أن طبعت لهم بعض كتبهم وجهدهم الإبداعي، ناهيك بأن بعضهم قد تبرع بمكتبته لمركز ثقافي مدينته.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار