أثبتت الصين أنها تتصدر العالم في مجال التصدي لوباء كورونا، وأنها رغم عدد سكانها الذي يفوق ملياراً ونصف مليار نسمة، كانت الأقل إصابة بهذا المرض أو في عدد الوفيات قياساً بعدد السكان، والأهم من هذا وذاك كانت الأسرع في مد يد العون وتقديم المعونات الطبية والمستلزمات الوقائية إلى الدول التي طلبت المساعدة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت رائدة أيضاً في تصنيع اللقاحات والمباشرة بإرسالها للدول الأكثر فقراً وهذا ما دفع إدارة بايدن لاتهام الصين بأنها تعتمد (سياسة اللقاحات) لاكتساب ود الدول والشعوب وسحب البساط من تحت أقدام أمريكا التي (لم يعد تحت أقدامها بساط أصلاً) خصوصاً في مجال إخفاقها الذريع في التصدي للوباء وفي حجم وسرعة انتشاره وفي عدد الوفيات الذي فاق جميع التوقعات وقارب المليون.
إن ما فعلته الصين وكذلك روسيا في مساعدة العديد من الدول بما في ذلك حلفاء أمريكا من الأوروبيين ليس تهمة دبلوماسية بقدر ما هو ميزة إنسانية تقابل سياسات (الليبرالية الجديدة والمتوحشة) التي تفاقمت لدى كل من ينضوي تحت أجنحة التغول الأمريكي والذي ينصب العداء لكل من يتصرف بمنطق ويحترم إنسانية الإنسان وبالتالي فإن العقوبات الأمريكية والأوروبية تتسع دائرتها لتطول الدول والكيانات التي من المفترض أن تجد العون من الدول العظمى والغنية لمواجهة الوباء والفقر وتراجع الدخل وندرة فرص العمل.
وحتى سورية التي تعاني ما تعانيه من كورونا ومن الحصار الجائر والعقوبات الظالمة وغير الشرعية الأمريكية والأوروبية ومن ندرة الموارد بعد نهبها من الاحتلالين الأمريكي والتركي لم تبخل في تلبية نداء الأشقاء اللبنانين وتقديم الكميات المطلوبة من الأوكسجين لأن إنقاذ حياة إنسان أفضل من كل جشع الإمبريالية العالمية.
إن ما قدمته سورية للبنان في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلدان ليست من قبيل (دبلوماسية الأكسجين) كما يمكن أن يسميها عملاء أمريكا في المنطقة وإنما من موقف إنساني لا تعرف أمريكا وعملاؤها شيئاً عنه.