– فتح الستارة-
كراكوز: قبَّح الله وجه الكهرباء التي لم نعد نلمحها إلا نادراً.
عيواظ: اترك الكهرباء وشأنها، ألا ترى نور القمر؟! إنه يكفي مع شمس النهار، بالنسبة لي أنا أرى كل شيء.
كراكوز «مُستغرباً»: من كل عقلك أنك في هذه الحال وترى كل شي؟
عيواظ «بكل ثقة»: كما أقول لك تماماً، لا زيادة ولا نقصان.
كراكوز: وماذا ترى تحديداً؟
عيواظ: أرى عتمة فوق عتمة فوق عتمة.. «الله وكيلك شيء بيغَبِّبْ على القلب».
كراكوز: ومتى صارت العتمة كل شي يا فهيم؟
عيواظ: صدِّقني صارت كل شيء، وسكنت في كل شيء، ولم يبقَ سوى أن تسكن فينا.
كراكوز: من هذه الناحية طمِّن بالك سكنت ومشى الحال.
عيواظ: «يحرق حريشك»، كيف سكنت فينا، خذني على سبيل المثال، أنا داخلي مليء بالضوء.
كراكوز: أنت داخلك مضيء لكنني لا أرى نورك يا حبيب القلب؟!.
عيواظ: لأنك أعمى القلب والبصيرة.
كراكوز: طيب، وماذا ينبغي أن أفعل ليفيض النور بداخلي مثلك؟
عيواظ: أديسون في زمانه جرَّب ألف مرة حتى نجح في إحداها واخترع «اللَّمبة»، وقبله «ويليام جيلبرت» تعب كثيراً حتى اخترع الكهرباء.. ليس عليك سوى أن تصنع مثلهما.
كراكوز: أنا جربت «الليدات» فتعطَّلت البطارية، استبدلتها فَخَرِبَ الشّاحن، «فلَّست» فلجأت إلى الشموع فأحرقت السّجّادة، اشتريت فانوساً على الطاقة الشمسية، فَتَعِبَ نظري، بربِّك قل لي: إذا «جيلبرت» أفندي اخترعها، وعامل الكهرباء يقطعها، بماذا نكون قد استفدنا؟
عيواظ: لن ولم نستفد شيئاً، لكن يبقى لدينا شَرَفُ المحاولة.
كراكوز: قلتَ لي شرف المحاولة يا «مكولِكْ». إذاً، دعني هكذا على عتمتي أحسن لي ولك.
عيواظ: كما تريد «يا ضَيّ عيوني».
كراكوز: تسلملي يا منوِّر أنتِ.
-إعتام-