بعد تحريرها من الإرهاب.. 685 منشأة تعود للعمل في صناعية الشيخ نجار

شقّ هدير الآلات الثقيلة من المعامل المترامية الأطراف في المدينة الصناعية لـ (الشيخ نجار) صمت المكان بعدما خيّم طويلاً في رقعة متوضعة في الجزء الشمالي الشرقي بمدينة حلب، وتبعد عنها (15) كيلومتراً، هنا ترزح أكبر المعامل والمصانع المدمرة والتي تحوّلت بفعل الحرب على سورية إلى كتلٍ حديدية تترقب من يبث بها الطاقة لتعود عجلة الدوران إليها.
وبدون طائل عاود الصناعيون بث نجواهم، وما يخامرهم من شكوى لوزير الصناعة زياد صباغ القادم من العاصمة حاملاً معه أمل إعادة الإنتاج وتحسين الظروف المواتية لصناعة مثقلة بهموم ومشاكل لم تجد طريقاً للمعالجة بعد منذ سنوات أعقبت تحرير حلب من الإرهاب عام 2017 وإلى اليوم.
زيارة رسمية، تتلخص جلّها بـ(وعود) عن تحسين واقع صناعي ينشده الصناعيون سعياً بالاستمرار قبل أن (يقع الفأس بالرأس)، حسبما أوضحه أصحاب المنشآت بعدما همّوا إلى لململة أشلاء معاملهم في هذا المكان المقفر بينما من جهة ثانية تتوالى عليهم وقعُ ضربات القطع الأجنبي التي لا ترحم، وبعضه الآخر أعاقه التوصّل إلى إيجاد حوامل الطاقة لعودة العمل.
زيارة الوزير صباغ لمدينة الشيخ نجار ، (تبلغ مساحتها 4412 هكتاراً)، تعدّ الأولى بعد تسلمه حقيبة الصناعة سبقها زيارة له في العام 2010 حسب قوله، مُردفاً في لقاء جمعه مع الصناعيين في المدينة ذاتها ولديه برنامج زيارات اطلاعية متعددة تشمل عدداً من المدن الصناعية، ومدينتهم واحدة منها، و يوجد أربع مدنٍ صناعية في سورية، سبقها زيارة لغرفة الصناعة ولقاء جمعه مع رئيس وأعضاء مجلسها دارت حول متطلبات بيئة العمل والإنتاج.
اللافت في زيارة وزير الصناعة تجواله في معامل بلغ عددها 685 منشأة صناعية عادت للعمل منذ تحرير المدينة من الإرهاب على أيدي أبطال الجيش العربي السوري وتتوزع هذه المنشآت على مختلف القطاعات النسيجية والغذائية والهندسية والكيميائية وصناعة البرمجيات بعد ما مثّلت حلب على الدوام مدينة الصناعة السورية وعامودها الاقتصادي، وكانت تحوي قبل الحرب ما يقارب 38 ألف منشأة، الجولة شملت كذلك الاطلاع على عمل معامل (فولاذ، تجليد وتغليف، دوائية، كيميائية وسجاد)، ومع اختلاف كل صناعة عن الأخرى إلا أن أصحابها يحملون نفس الوجع اليومي ويتشاطرون هموم تأمين الطاقة كالكهرباء والوقود ومحركات العمل.
في المقابل طالب صناعيو الشيخ نجار بضرورة منح تسهيلات جمركية بعد غلاء تكاليف الشحن، مع مطالبات تتمحور عن صعوبات جمّة بتأمين مواد الطاقة، حيث أرخت هذه المشكلات من عدم توفر المخصصات الكافية إلى صعوبات نقل العمال إلى أماكن عملهم بظلالها، مطالبين بمنح أصحاب المنشآت مخصصات زائدة إثر وصول سعر البنزين في الأسواق السوداء إلى (3) آلاف ليرة، فيما طلب الوزير من المعنيين بهذا الأمر إعداد دراسة، مطمئناً أن الأزمة التي تشهدها البلاد ستحلّ قريباً.
و أعرب وزير الصناعة عن امتعاضه من الصناعيين الذين يستغلون تقلّب سعر الصرف بالقطع الأجنبي وقال: من المعيب على بعض الصناعيين فعل ذلك، وجال على مراكز خدمية كالنافذة الواحدة المتوضعة في المدينة الصناعية، بعد أن استمع إلى شرح عن واقع منشآتها من أصحاب الشأن والمعنيين بشؤونها الخدمية.
ت: صهيب عمرايا

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار