حالة فوضى ..!
بين قص ولصق يتأمل ذاك المضطجع على أريكته عدد «اللايكات» الهائل الذي يحصده خبر لم يتعب نفسه في صياغته, ومن دون أي اكتراث إلى ما قد يفعله ذلك الخبر في توجيه الرأي العام أو الآثار التي تترتب على نشره في أوساط اجتماعية أصبحت تتوق إلى كل ما هو جديد, وإن بدا لهم الخبر زائفاً بعد حين.
حالة الفوضى التي يشهدها الإعلام الرقمي المدعوم من شبكات التواصل الاجتماعي والمراقبة عالمياً من أجهزة تعمل ليل نهار على توجيه الرأي العام العالمي يدعونا إلى وقفة مع أنفسنا, والتساؤل عما إذا كنا حقاً قادرين على صناعة قادة رأي في شارع الإعلام الجديد الذي يعج بالفوضى ويعبث بحركته أشخاص لا يفقهون من سيرورته وأهدافه شيئاً.
ألم يخطر في بال أي منا أن يسأل نفسه عن الأسباب التي دعت محطات التضليل الإعلامي, ومنها ما ينطق بلسان فصيح إلى تطوير أدواتها بسرعة قياسية, وجعلتها تتطور تقنياً لتتصدر برامجها خيارات هواتفنا الذكية بعناوين رشيقة خالية من إسفاف ورشق بالمصطلحات التي لم تعد مقبولة.
في زمن الكهرباء المستمرة من دون انقطاع كان التلفاز واحداً من أدوات التغيير المهم لسرعة نقله الخبر ولقدرته على توجيه الرأي العام بإظهار نصف الحقيقة وتهويلها, وكلنا يعلم كيف بنى أباطرة الإعلام ثرواتهم بعد أن أنفقت حكومات بعينها الثروات الطائلة لتكريس ثقافات جديدة أو إدخال مفاهيم جديدة لدى الناشئة تكون ركيزة لعمل مستقبلي.
لا نزال رغم ما حدث غير آبهين للأصيل والدخيل في إعلام يعج بكل ما هو رديء ولا نزال نقف مكتوفي اليدين نتشظى قهراً على واقعنا.