ازدحام غير مبرر
إن التشخيص الدقيق للمرض هو الجزء الأكبر من العلاج، وكذلك التوصيف الدقيق للمشكلة هو الجزء الأكبر من الحل، من هذا المنطلق فإن الازدحام اليومي على الأفران سببه الحصار الظالم على سورية لكن عندما يكون التوزيع صحيح نختصر الكثير من المشكلات.
فهناك قرار بعدم البدء بتوزيع وبيع الخبز إلا في الساعة الخامسة صباحاً، والاعتقاد من الجهات المعنية بأن ذلك يساعد في ضبط عملية التوزيع هو اعتقاد خاطئ، حيث لا يتم فتح الأجهزة التي تشغل البطاقة الذكية والتي يتم من خلالها البيع إلا في هذا التوقيت، وفي حال تم فتح الجهاز قبل هذه التوقيت فهناك مخالفة ، ويضطر الناس للقدوم باكراً جداً قبل عملية البيع لحجز الدور، وهنا يكمن جوهر المشكلة فتقليص ساعات البيع يؤدي إلى هذا الازدحام غير المبرر.
مع العلم أن أغلب الأفران تبدأ التحضير والعمل حوالي الساعة الثانية ليلاً، وبالتالي عندما تبدأ الأفران بالبيع مباشرة بعد نضوج العجين والخبز، لن نرى هذا الازدحام، فكمية الخبز الموزعة ستكون نفسها، لكن عملياً تتم زيادة عدد ساعات البيع، ما يسهم في تخفيف حدة الازدحام.
وتجدر الإشارة إلى أن اضطرار الناس للانتظار بالدور عدة ساعات للحصول على ربطة الخبز هو هدر للوقت وضياع للطاقة الإنتاجية للجموع الغفيرة من المنتظرين، فبالتأكيد الموظف الذي ينتظر عدة ساعات ليلاً سيؤثر ذلك في أدائه وفي كمية ونوعية إنتاجه في اليوم التالي، وبالتأكيد هذا ينطبق على بقية الفعاليات المنتجة أيضاً.
فساعات الانتظار الطويلة على الأفران هي ساعات مهدورة من دون عمل ومن دون إنتاج، والحل كما نوهنا سابقاً هو بزيادة ساعات البيع فقط.
وفي هذا الإطار أيضاً من المستغرب لماذا لا يتم السماح للمواطن بشراء مخصصاته من الخبز على مدى يومين أو ثلاثة أيام على سبيل المثال وتالياً لا يضطر هذا المواطن للقدوم يومياً إلى الفرن، ما سينعكس إيجاباً على تخفيف الازدحام؟.