التشاركية الرياضية

الساحة الرياضية السورية نسيج وطني لابد من متابعة خطوطه ومحاولة ضفرها وشدها باتجاه خلق حالة من التعاون والانسجام والتشاركية بين مكوناتها والاستفادة من كل خامة وتميز أينما كان موقعها خدمة لتطور وتقدم المجتمع بشكل عام وهذا القطاع بشكل خاص، وإن ما قام به الاتحاد الرياضي العام والاتحاد الوطني لطلبة سورية من تشاركية تمثلت بإقامة بطولة الجامعات مؤخراً برياضة التايكواندو ورياضة الكاراتيه التي استضافتها صالة الجلاء الرياضية في دمشق ولمدة أربعة أيام بمشاركة أبطال هذه اللعبة من الجامعات وكذلك المعاهد إضافة إلى لاعبي المنتخبات الوطنية هو ترجمة حقيقية لهذه الثقافة وتعميمها، وبغض النظر عن النتائج التي عكست تطوراً واضحاً ومستويات جيدة من قبل الطلاب لاعبي هذه الرياضة فإن إقامة فعاليات رياضية كهذه بإشراف المرجعيات الرياضية والطلابية تعد حالة متقدمة من الثقافة التشاركية والعمل المشترك بين المؤسسات التعليمية والمجتمعية وصولاً إلى تكامل وتطور مفهوم إقامة المجتمع الحضاري والراقي والذي لا يستثني أحداً في مجالات ازدهاره وتطوره ، فالخطط التي يضعها الاتحاد الرياضي العام هي شاملة وعابرة لمؤسساته الرياضية باتجاه المجتمع ككل ومنه القطاع الطلابي الجامعي لما فيها من مصلحة وطنية واستقطاب للخامات الرياضية ورعايتها وتأطيرها ضمن حدود الفعالية الإيجابية والنجاح والانتشار وما يترتب على ذلك من رفد المنتخبات الوطنية باللاعبين المميزين بعد عملية اكتشافهم وتدريبهم وتأهيلهم، وهذه البطولة فرصة أولية ومناسبة وستتلوها فرص أخرى للبحث عن هذه الخامات واستثمار طاقاتها وتوجيهها لتكون منتجة وتساهم في تحقيق تقدم المجتمع والارتقاء به إضافة إلى ما تعززه هذه الخطوات من دعم للرياضيين الشباب المثقفين وإظهار قدراتهم ومواهبهم.
نتمنى أن تكون هذه التشاركية في تخطيط وتنفيذ الفعاليات الرياضية بين الاتحاد الرياضي العام والاتحاد الوطني لطلبة سورية فاتحة خير وتمهيداً لنشاطات كثيرة قادمة وأن تتوسع دائرة الاستهداف والفائدة للقطاعات الاجتماعية الأخرى لأن المواهب والتميز الرياضي منتشران على مساحات الوطن ككل وفي كل المواقع ومن الضروري أن يؤطرا بالشكل الصحيح ويعطيا الفرصة المناسبة دعماً ورعايةً وصولاً إلى الطموح والآمال المرجوة لتقدم المجتمع وتطوره .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار