بعد سبع سنوات عجاف بسبب الإرهاب.. الحسكة تبدأ بإنتاج الغراس
بدأت مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في محافظة الحسكة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بزراعة وإنتاج الغراس المثمرة والحراجية في المركز والمشتل الزراعي الذي تم إحداثه في مدينة الحسكة.
وقال معاون مدير الزراعة المهندس علي الخلّـوف لـ«تشرين»: إن المديرية عادت إلى إنتاج الغراس الحراجية والمثمرة، بعد توقف المراكز والمشاتل الزراعية التي كانت موجودة في المحافظة عن العمل لمدة 7 سنوات، وهي ثلاثة مراكز لإنتاج الغراس المثمرة, وأربعة مشاتل لإنتاج الغراس الحراجية، تؤمّن حاجة القطاعين العام والخاص من مختلف أصناف الغراس, ولكنها توقفت عن العمل والإنتاج، وذلك بسبب السطو عليها ونهب وسرقة محتوياتها وتخريبها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، التي اعتدت على البشر والشجر والحجر في المناطق جميعها التي وصلت إليها.
وأوضح المهندس الخلّـوف أنّ مديرية الزراعة بدأت بعمليات زراعة وإنتاج الغراس بعد أن انتهت من إنجاز كل التحضيرات اللازمة لإنشاء المشتل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي «UNDP», وذلك في حديقة الفارس الذهبي الواقعة جنوب مدينة الحسكة بالقرب من مقر مديرية الزراعة التي تبلغ مساحتها نحو 40 دونماً، حيث تم استئجار هذه الحديقة من مجلس المدينة من أجل تحويلها إلى مشتل بطاقة إنتاجية تبلغ 250 ألف غرسة حراجية مثمرة لتأمين حاجة المحافظة من مختلف أصناف الغراس, حيث تم تقسيم المشتل إلى قسمين: القسم الأول لإنتاج الغراس الحراجية بطاقة 200 ألف غرسة من أصناف الصنوبر والسرو والكينا والدفلة والأكاسيا، والقسم الثاني: لإنتاج الغراس المثمرة بطاقة 50 ألف غرسة من أصناف الرمان والتين والتوت الشامي والأجاص والنخيل، بمواصفات جيدة من حيث النوع والمردود الإنتاجي وبأسعار مناسبة مقارنة بأسعار مبيعها من قبل القطاع الخاص، وبما يسهم في توفير الغراس لترميم المواقع الحراجية والحدائق والغابات والبساتين، والمحافظة على البيئة، وتأمين حاجة المؤسسات الرسمية والفلاحين والمزارعين والقطاع الخاص من الغراس الحراجية والمثمرة، التي تتناسب مع الظروف البيئية والمناخية وتتلاءم مع طبيعة المحافظة الزراعية وبأسعار رمزية وذات مواصفات إنتاجية مكفولة, كما سيؤمن المشتل الغراس اللازمة لترميم وزراعة الغابات الحراجية التي كانت موزعة وبمساحات كبيرة ضمن مختلف أنحاء المحافظة والتي تعرضت للقطع والتحطيب ما أدى إلى إزالتها بشكل شبه كامل بسبب التعديات التي حصلت عليها خلال السنوات الماضية، إضافة إلى التوسع في زراعة الحدائق وتعويض المتضررة منها, ولاسيما داخل المدن, وسيخلّـص المشتل الفلاحين والمزارعين من استغلال أصحاب المشاتل الخاصة التي لا تؤمن سوى بعض الأصناف من الغراس المجهولة المصدر وذات المردود الإنتاجي غير المضمون وبأسعار مرتفعة.
وبَـيّـن المهندس الخلّـوف أنّ عمليات الفلاحة في المركز بدأت إلى جانب المباشرة بزراعة الأمات المعتمدة التي تم تأمينها من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في دمشق, والتي تشمل أشجار الإجاص والتوت والتين والرمان والتي تمتاز بالمواصفات الجيدة والمردود الإنتاجي العالي, كما تمت المباشرة بتشجير بعض عقل أشجار العنب والتوت من أصناف كانت موجودة سابقاً في مراكز إنتاج الغراس المثمرة وتم بيعها للمزارعين الذين تم التنسيق معهم لتوفير العقل والبدء بالإنتاج مباشرة, أما بالنسبة للغراس الحراجية فتمت المباشرة بزراعة بعض الأصناف التي تتناسب مع الموسم الشتوي الحالي من العام، وهناك أصناف ستتم زراعتها مع بداية الموسم الصيفي وبعده الموسم الخريفي القادمين, على أنّ تقوم مديرية الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بتأمين بذار الأشجار غير المتوافرة في محافظة الحسكة من المحافظات الأخرى.
وأكدّ المهندس الخلّـوف أن مديرية الزراعة, وبعد الانتهاء من إنجاز هذا المشتل ووضعه بالاستثمار في مدينة الحسكة لتأمين حاجة المدينة وضواحيها وحاجة المنطقة الجنوبية من الغراس الحراجية والمثمرة، ستتوجه نحو مدينة القامشلي من أجل إنشاء وتنفيذ مشتل آخر من أجل تأمين حاجة الفلاحين والمزارعين والمؤسسات الرسمية والقطاع الخاص من الغراس الحراجية والمثمرة في المنطقة الشمالية من المحافظة.