الأم الثكلى
للسنة العاشرة على التوالي يأتي عيد الأم متزامناً مع ذكرى الشؤم للحرب الإرهابية الكونية على أمنا سورية تلك الحرب القذرة التي تركت حفرها وندوبها عميقة في جراح السوريين عموماً ولم تستثنِ منها أحداً وطال دمارها وخرابها البشر والحجر والأنعام ولازالت فصولها وسيناريوهاتها تتوالى عبر إرهاب اقتصادي غربي أمريكي جائر لخنق المواطن الصامد الصابر المحتسب على آثارها الكارثية في لقمة عيشه.
عيد الأم هذا العام يأتي تحت حراب الإرهاب والأم العظيمة الثكلى لازلت تضحي وتقدم أفئدة أكبادها شهداء في الدفاع عن الوطن، تلك الأم التي نال منها الإرهاب النصيب الأكبر فكانت أم الشهيد وأم الجريح وأم ذبيح الإرهاب والمخطوف وأم الجندي الذي أكل قلبه واقتلع كبده الإرهابي “الداعشي” على مرأى من العالم الغربي المتحضر ومدعي حقوق الإنسان والديمقراطية التي أباحت للمجرم أن يقتلع قلب الأم بمخالبه ويفترسه كوحش ضارٍ دون أي وازع.
عيد الأم يأتي هذا العام على الأم وهي في عزّ عطائها وفي عزّ تضحياتها وكما قالت السيدة أسماء الأسد في معايدتها للأمهات ( إلى الأم التي تنجب وتنشئ أبناء يرفعون بسواعدهم أعمدة المستقبل رغم ضغط الخصوم وحصار الأعداء ليصنعوا من الضيق فرجاً ومن الألم فرحاً ولينتزعوا من كبد المصاعب نجاحاً وألقاً) وعلى عاتقها مزيد من التضحية للانتقال بجيل الحرب والارتقاء به نحو تعزيز القيم النبيلة وحب الانتماء للوطن وغرس قيم التضحية والإباء فيه ومن خلالها تبنى الأسرة والنشء أوليست هي الأم نبع العطاء وروح الحياة.
إلى الأمهات في عيدهن كل عام وأنتن بخير وذروة العطاء والتضحية وليبقى الوطن عزيزاً منيعاً بأبنائه أفئدة الأمهات وشريان الحياة الدائم ولادة الأبطال ومصنع الرجولة … كل عام وأنتن بخير.