تركت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن، بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المزيد من ردود الفعل السلبية لدى الأوساط الرسمية والشعبية في العديد من دول العالم، ولاسيما عند الذين كانوا يعتقدون أن اللغة العدائية وغير الدبلوماسية التي كان يستخدمها الرئيس الأمريكي السابق ترامب قد ولت معه إلى غير رجعة.
لقد اكتشف الجميع أن الاتهامات التي ساقها بايدن بحق الرئيس الروسي هي بمثابة عودة أمريكية إلى المربع الأول وخروج عن كل الأعراف والتقاليد الدولية، بالمقابل كان الرئيس الروسي حكيماً في تعاطيه مع الهراء الذي يعكس صفة المتكلم، فالقاتل هو الذي يعمل لإلصاق الجريمة بغيره
هذا ما تضمنه رد الرئيس الروسي الهادئ والرزين على اتهامات بايدن، حيث تمنى بوتين للرئيس الأمريكي الصحة، ودعاه لمناظرات سياسية مباشرة.
العالم قد يتحمل على مضض تدخل أمريكا بالشؤون الداخلية للدول والتشدق بالديمقراطية واستمرارها بالقتل والسرقة والقرصنة لخيرات الشعوب، لكنه لا يمكنه أن يتحمل تعاقب رئيسين أمريكيين يعانيان من جنون العظمة أو الخرف الناتج عن تقدم العمر.
لقد أكد العديد من السياسيين حول العالم أن تصريحات بايدن الأخيرة بحق رئيس دولة عظمى، لا تليق برئيس دولة تزعم أنها تقود العالم و”تحرص” على الأمن والسلم الدوليين، وثمنوا دعوة الرئيس الروسي بوتين لنظيره الأمريكي (المنفلت من عقال الدبلوماسية والمنطق) لاجتماع افتراضي يرسخ التعاون الذي يخدم المصالح السياسية والاقتصادية والصحية لشعوب العالم.
إن التهجم على الآخرين وإلقاء التهم جزافاً لا يجب أن يصدر عن سياسيين مخضرمين، بل يمكن أن يصدر عن أشخاص عاديين لا ينتظرون ردود فعل من أحد.
لقد حاول البعض أن يضع اللوم على من كان يُجري الحوار مع بايدن لأنه فرض الجواب من خلال سؤال يحمل الإجابة السلبية في طياته، لكن أحداً لا يقتنع بهذا التبرير.
بايدن والإدارة الأمريكية على المحك، الوضع الدولي يحتاج مزيداً من التعاون بين الدول والقوى العظمى، وإذا لم يبادر بايدن للتعاون مع روسيا والصين وغيرهما من الدول، لحل النزاعات العالمية والتخلي عن سياسة التفرد والعنجهية والكف عن الإمعان في إفقار الدول والشعوب ومنعها من إمكانية تامين الغذاء والدواء واللقاحات، فإنه سيثبت للجميع بأنه القاتل الذي يجب أن يتم الاقتصاص منه.