إشارات ..!
1
درجت العادة لدينا أن الهيئات الثقافية التي تقيم المهرجانات أو الفعاليات الإفرادية هي التي تكرّم المشاركين أو المسؤولين عن تلك الفرق المشاركة في هذا المهرجان أو تلك التظاهرة، أمّا أن تقيم فرقة استعراض راقص حفلاً فنياً في مدينة خارج العاصمة ثم تقدم لمحافظها ومدير عام إحدى الهيئات الثقافية درعاً تذكارية لكل منهما، فهذا غير سائد، ولا يمكن أن يندرج في غير بند العلاقات العامة التي على ما يبدو أن مدير تلك الفرقة يتقنها جيداً..!
2
لا يزال بعض الأدباء يشكون من المكافآت المتدنية لقاء الأنشطة الثقافية التي يحيونها، سواء في محافظاتهم أو في غيرها، ولكن مشاركتهم في غير محافظة تتطلب منهم إثبات قدومهم من محافظة أخرى بتذكرة سفر، مع إن معظم وسائط السفر لا تقدمّ تذكرة، فهل الذي يعدّ النشاط الثقافي ويوجّه لهم الدعوة لا يعلم أنهم من غير محافظة؟! فمن غير المعقول أن تَصرِف وزارة الثقافة على الفرق الموسيقية أو المسرحية أو فرق الرقص الاستعراضي، مبالغ عالية القيمة، لأنها هي التي ترسلهم من دمشق للمحافظات، ثم تبخل هيئاتها على الذين يشاركون بأماسٍ ومحاضرات، قدموا لإحيائها من خارج دمشق، تدعوهم ثم تربكهم في صرف مستحقاتهم المالية، فكأنها لا تثق بمن ينّظم تلك الأنشطة..!
3
بعض الذين يشاركون في أنشطة ثقافية متنوعة، يقدمون محاضرات هي تجميع معلومات من شبكة الإنترنت، يمكن لأي شخص أن يجمعها، من مثل بدايات المشهد القصصي في سورية، أو تاريخ الفن التشكيلي في سورية، أو الحمامات الأثرية في سورية، إلى آخر هذا الهزال الذي لا رأي فيه للمحاضر ولا أي جهد بحثي، فهو مجرد كلام مبذول على الإنترنت أو في بعض المراجع، فالمحاضرات يجب أن تقدم فكرة جديدة في موضوعها ويتجلى فيها جهد صاحبها. كما نشير إلى أن تنوع موضوعات «المحاضرات» ليس دليلاً على وسع دائرة المعارف لدى هذا المدّعي أو ذاك، ولن تجعل منه مثقفاً مميزاً لا يضاهى، فالجدارة تأتي من التخصص وتقديم ما هو جديد، لا مكرراً ومن جهد الآخرين، لكن العتب على ما يبدو يجب أن يوجّه بالدرجة الأولى ليس لأمثال هؤلاء، بل إلى المشرفين على الهيئات الثقافية التي تقدّمهم عبر منابرها!.