يقولون «لكل امرئ من اسمه نصيب»، لكن كثيراً ما نكتشف خلاف ذلك، فكم من شخص يحمل اسم «سعيد» وهو أبعد ما يكون عن السعادة، وتراه دائماً مُكدَّراً محزوناً يملؤه البؤس والهَمّ؟ وكثيرون اسمهم «نبيل» في حين أنهم خسيسون وأنذال وقليلو الوفاء، وليس فيهم من النُّبل ولا حتى خصلة واحدة؟ وأيضاً كم امرأة اسمها «زينة» وهي لا زينة ولا من يحزنون، وعدد كبير من النساء يحملون اسم «هناء» مع أنهن أمثلة واضحة وصريحة عن النَّكَدْ وتوتير الأوضاع، وكم من «هيفاء» مع أن طولها مئة وخمسة وثلاثين سنتيمتر،…
وعلى صعيد آخر، أستغرب كثيراً تسميات من مثل «محل الأمانة» رغم أن صاحبه أكبر نصَّاب في الوزن والنوع وتاريخ صلاحية المواد التي يبيعها، أو «محل أجبان وألبان التُّقى» بينما مالك المحل معروف عنه الزندقة والهرطقة والمراءاة، وفوق ذلك قلّة الرحمة بزبائنه، وأسعاره الكاوية، وغشّه المستفحل، أو «مكتب التنظيم العقاري» وهو أبعد ما يكون عن التنظيم، بل معروف عنه «العَفْشَكة» وضياع نصف أوراق المعاملات التي يُسيّرها، والدِّقة الوحيدة التي يلتزم بها هي قبض عمولته على الليرة من دون نقصان.
ومن جانب ثالث، هناك بعض البلديات لا علاقة لها بالبلدة، وبعض الهيئات الإدارية غير قادرة على إدارة ذاتها، ومراكز خدمة ، ومكاتب مُعتمدين لا يُعتمَد عليهم، ومتعهِّدين لا يلتزمون من تعهداتهم سوى بما يكسبون، ومراكز تجميل مسؤولة عن تبشيع ربع نساء البلد، وإلغاء التمايزات بينهن، وغير ذلك الكثير، بحيث أننا بتنا بحاجة ماسّة إلى “تصحيح أوصاف” لكل ما حولنا، كي لا ندخل في شَرْك التسميات، ونصبح ضائعين في الترجمة، ولو من العربية إلى العربية.