مجاعة في اليمن السعيد وموت مئات الأطفال يومياً ليست مسألة جديدة لأنها بدأت تتفاقم يوماً تلو الآخر منذ أن قرر تحالف العدوان السعودي تعهد تدمير اليمن وإرثه الحضاري قبل ست سنوات مستنداً في ذلك إلى تحريض ومباركة من حكام البيت الأبيض الذين وجدوا أن تدمير اليمن قد يعوض فشلهم في “إسقاط” الدولة الوطنية السورية.
حوالي ست سنوات والسلاح الأمريكي من مختلف الصنوف يدمر البنى التحتية والأوابد الأثرية ويقتل مقومات الحياة في يمن كانت تحسده البشرية على سعادة ارتبطت باسمه منذ الأجل.
الجديد الآن أن جميع المنظمات الدولية وكذلك الأمريكيون أنفسهم باتوا يحذرون من أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ البشري تحوق بالشعب اليمني.
إن تجنب وقوع الكارثة أو استمرارها أو تجاوز آثارها لن يتحقق بإعانات مالية غذائية مهما بلغت قيمتها وإنما يتحقق بوقف فوري لهذا العدوان الظالم وتحويل جزء يسير من تكاليف الحرب التي يدفعها النظام السعودي لإطعام جياع اليمن وعلاج مرضاه وإعادة بناء ما دمرته الآلة العسكرية الأمريكية بأياد سعودية أو غير سعودية، مع حقيقة لابد منها أن دماء أبناء اليمن أغلى وأعز من أي أموال.
إدارة بايدن التي تتشدق بمبادرات لوقف القتال في اليمن تعرف تماماً أنها تستطيع إيقاف الحرب فوراً وبتوجيه أمر صارم بوقف العدوان، هذه الإدارة ذاتها تقول إنها ستدافع عن السعودية وتدين دفاع اليمنيين عن أنفسهم وتقف إلى جانب الجاني لمعاقبة الضحايا.
لقد بات العالم أجمع يدرك أن أمريكا هي المسؤولة عن كل الجرائم والمجاعات والكوارث التي تهدد شعب اليمن وشعوب العالم وأن البيانات التي تصدرها الدوائر الأمريكية على اختلاف اختصاصاتها حول معاناة الشعوب ما هي إلا لذر الرماد في العيون وإبعاد الشبهات عن الجناة الحقيقيين الذين يستمدون من الدعم الأمريكي الاستمرار في ارتكاب جرائمهم بحق الإنسانية.