السلامة تمثيل لا أكثر ..!
تطلّ علينا بين الحين والآخر أخبار مؤسفة حول حوادث استشهاد بعض عمال القطاع العام أو تعرضهم لإصابات أثناء العمل من جراء تماسهم مع تجهيزات خطرة أو مواد ضارة .. والسؤال هنا: هل تراعى معايير السلامة المهنية أم إن الأمور تسير خبط عشواء؟
يأتي في المقدمة قطاع الكهرباء الذي تتعرض منظومته لأعطال متكررة ويعد التعامل مع إصلاحها من أخطر الأعمال، وما يثير الاستهجان مشاهدة العمال وهم يصعدون في بعض المناطق (شعبطة) على الأعمدة الخشبية والبرجية من دون حزام أمان، وذلك بسبب عدم توافر أو كفاية الآليات الفنية (الرافعة) التي تضرر الكثير منها بسبب الحرب على سورية، وإن كانت موجودة فإن عوامل وقاية وسلامة العمال من كفوف وخوذ وستر واقية تكون غائبة، وهذا ما يزيد من احتمال تعرضهم لحوادث سقوط من الأعلى أو صعق بالتيار الكهربائي التي قد تنجم عنها الوفاة أو أذيّات جسدية وعاهات دائمة..
على المنوال نفسه فإن واقع السلامة المهنية في وحدات تعبئة الغاز لا يسرّ أبداً.. فمعظم العمال لا يرتدون ألبسة ومعدات وقاية رغم الخطورة البالغة المترتبة على التعامل مع هذه المادة التي تنتج عنها أبخرة سامة وقابلة للاشتعال.. وإذا انتقلنا إلى المطاحن فإن العمال يتعرضون للغبار الناتج عن عملية الطحن والتعبئة والتحميل والتفريغ بشكل كثيف قد يعرضهم مع مرور الزمن لأمراض في الجهاز التنفسي.. وبالرغم من ذلك يتم تجاهل اتباع عوامل السلامة المهنية، حيث يشاهد العامل مكسواً بالغبار من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه من دون ارتداء أي ألبسة واقية من كمامات وغيرها.
ووضع العاملين في صيانة مجرور الصرف الصحي من تعزيل ريكارات وفتح انسداد الشبكات على الشاكلة نفسها.. فلا وقاية من الروائح المقززة أو ملامسة المياه الآسنة، وعلى الوتيرة نفسها عمال النظافة فغالبيتهم يقومون بتعبئة النفايات وكنس الشوارع بلا أي عوامل وقاية.
ما نأمله إزاء ما تقدم ألّا يقتصر الالتزام بمعايير السلامة المهنية على التمثيليات التي تعدها بعض الجهات أثناء زيارة المسؤولين.. بل يجب أن تكون ضمن منهاج العمل وتطبق بشكل صارم بعد إلزام الجهات ذات العلاقة بتأمين كل مستلزماتها توازياً مع عدم التهاون مع أي عامل قد يستهتر بها.. وذلك تجنباً لاحتمال وقوع أي حوادث لا تُحمد عقباها.