إنعاش الزراعة.. أم الفلاح..؟!
جميل أن تلتقي الجهات المعنية بقطاع ما, يتبادل أصحاب القرار والمشورة المعرفة والآراء فيما بينهم, وتناقش على الطاولات وأمام مرأى الجميع, واقع العمل والصعوبات التي قد تقف حجر عثرة في وجه مسيرة الإنتاج لكن الأجمل يبقى الخروج بتوصيات تنتهي لقرارات حاسمة وتحمل في مضامينها آليات تنفيذ, لا أن نبقى نجتمع وننظم مؤتمرات حيال مشاكل تراكمت وباتت صعبة وبعيدة عن الحل ..!
الجميع يعي أهمية القطاع الزراعي في عملية التنمية وسد النواقص الحاصلة ببعض المحاصيل , وما اعتراه من الصعاب الكثيرة التي أثرت فيه وبقوة , لدرجة أصبح وكأنه مهمل أو منسي في غياب أو تراخي المسؤوليات لإنعاشه وإصلاح آليات تشغيله من جديد, لإعادة الروح إليه, فالزراعة واجهتها العديد من المشكلات حتى قبل وقوع الحرب على بلدنا , لتأتي الأخيرة بكوارث حقيقية أخرجت مستويات كانت بالأمس القريب مهمة , وتشكل رافداً غزيراً في سد احتياجات متطلبات الأسواق , المراجعات دائماً تجدد النيات وهي مطلوبة لعلّ في ذلك المسعى تنفيذ خطوات يحتاجها القطاع الزراعي , علماً أنه أول المسلّمات التي يجب تطبيقها ألا وهي: تأمين مستلزمات الإنتاج , وتسهيل القروض وتخفيف فاتورة الغلاء من على رقبة الفلاح والمنتج معاً, فكيف لفلاح أن ينتج وهو غير قادر على سد فاتورة معيشة عياله..! أما مستلزمات الزراعة وفاتورة غلائها فلها حديث من لون آخر ..
بصراحة؛ إذا أردنا إعادة الألق لقطاع زراعي مهم فعلى واضعي السياسات ومن بيدهم القرارات أن يدعموا الفلاح وحلقات الإنتاج بشكل أوسع وحل أي إشكالات عالقة تعترض سير متابعة الإنتاج , مع اتباع سياسات تحفز الانعاش وتوفر التمويل اللازم , فالانطلاقة السليمة بإنتاج جيد تتطلب توافر منظومة عمل قوامها الدعم الحقيقي للفلاح, لا تركه مستنداً فقط على الظروف الجوية, فالمتغيرات المناخية غيّرت كثيراً وصار تأثيرها كبيراً على الإنتاج والإنتاجية, بمعنى آخر؛ تفاقمت الآفات الحشرية والأمراض التي تصيب المحاصيل, كله مترافق مع موجات غلاء متلاحقة طالت كل شي, أي إن فاتورة المستلزمات أغلى بكثير من فاتورة الدخل عند الفلاح, وهاهي المعادلة التي يجب أن تكون من أولويات الحساب عند أصحاب الشأن بتطوير القطاع الزراعي .. ألّا نبقى في نطاق ضيق فقط ندعو ونجتمع وننادي ..!