إذا جاء الربيع ..!

أنظر من النافذة أجد الأشجار كحطبة جافة لا أوراق خضر ولا براعم كأنها وصلت إلى نهاية الطريق.. ويمر فوقها السحاب وتهطل الأمطار المباركة فتخضر وتزهر من جديد فترى الحياة تدب في أوصالها من جديد.. لقد حمل الإنسان أمانة إعمار الأرض فهل صان الأمانة؟ لا نحتاج إلى الكثير من التفكير للإجابة عن تساؤلات كثيرة! إن سماع نشرة واحدة عن أخبار الأرض تكفي لرسم لوحة مخيفة عن حجم الحروب والدمار والصراع على هذا الكوكب الجميل.. وكم هو مؤلم مدى التطور في القتل والخراب، فقنبلة نووية واحدة تكفي أن تدمر الحياة الإنسانية والبرية والزراعية والحيوانية، أي تقتل كل مظاهر الحياة لمئات السنوات وتتسبب في تشويه الحياة لمئات السنوات التالية.. وحيثما حللت تجد نفسك في حلبة الصراع! الصراع على المال وعلى النفوذ وعلى السيطرة على العالم.. كل تلك الفظاعة تجري على الكوكب الذي يحسبه الجاهل كبيراً بالنسبة لحجمه وما هو إلا ذرة غبار في كون شاسع! لكن من يريد أن يرى الحقيقة أو يسمعها فصوت الحروب على هذا الكوكب أعلى من كل الأصوات وقوة المال تكاد تطفئ ذلك الضوء الأزرق الجميل.
الكوكب الثالث بعداً عن الشمس والأول قرباً من القمر يعيش عليه الإنسان وحاله حال غرور وكبرياء وعظمة من يظن نفسه أكبر من الجبال، ويكاد يصل رأسه إلى السماء.. ويظن أنه صنع على الأرض بمكتشفاته تطوراً عظيماً مع يقينه بأنه بات قاب قوسين أو أدنى من تدمير الأرض بتدبيره وشروره! ولم يدرك الحقيقة إلا من خرج إلى الفضاء إلى درب التبانة ليكتشف أن مجموعته الشمسية ما هي إلا جرم من ملايين المجموعات الشمسية وأنها بما عليها من الكواكب لا تكاد تكون أكثر من حبة رمل على أرضنا فإذا كانت هذه حال درب التبانة فما حجم الأرض؟ وما حجم الإنسان عليها ؟
اللون الأزرق يلوح بالأفق من مكان بعيد في أعماق الكون.. نقطة صغيرة بالكاد يراها من يدقق النظر من الفضاء ولا يكاد يصدق أن هذا الجرم الذي يعادل أصغر من حبة رمل في الفضاء الشاسع اللامتناهي هو كوكب الأرض!
وما أدراك ما كوكب الأرض، وما أدراك ما يجري على ذلك الجرم الصغير الذي ينبعث منه الضوء الأزرق؟!
وإذا ما بحثت عن الحياة فستجدها في قلوب الناس البسطاء الطيبين الذين يعملون بحبّ وصدق تحت حرّ الشمس وبرد الشتاء من أجل أن يصنعوا ورداً وخبزاً للأجيال القادمة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار