أسعار البذار في قبضة التجار ..!

شهدت أسعار بذار الحمص، إضافة إلى بذار المحاصيل العلفية كالكرسنة وغيرها، ارتفاعات جديدة في محافظة درعا، إذ وصل سعر كيلوغرام بذار الحمص إلى 2000 ليرة فيما تجاوز سعر كيلو الكرسنة 1400 ليرة، ما أثار مخاوف الفلاحين من أن تؤدي هذه الأسعار القياسية إلى تراجع زراعة محاصيل الحمص والعلفيات عما هو مخطط لها.
ويعد الحمّص من المحاصيل الزراعية المهمة التي تتم زراعتها في المحافظة وهو إضافة إلى المحاصيل العلفية التي يطلق عليها «القطاني» والبقوليات، مفيد لإتمام الدورة الزراعية لغناه بالعقد الآزوتية التي تعد سماداً طبيعياً يبقى مفعولها في الأرض لمواسم لاحقة، غير أن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وعلى رأسها البذار حال دون قدرة الكثيرين على خوض مغامرة الزراعة ففضلوا ترك أراضيهم بوراً.
وأشار أحد الفلاحين إلى أن الدونم الواحد من الحمص يحتاج ما بين 12- 15 كيلوغراماً من البذار، ما يعني 30 ألف ليرة، تضاف إليها أجور الحراثة التي ارتفعت هي الأخرى لتتجاوز 7000 ليرة لكل دونم لتأتي أجور الحصاد و«الدراس» وأجور النقل، ما يعني بحسابات الحقل والبيدر خسارة للفلاح، لافتاً إلى أن أسعار بذار الحمص والمحاصيل العلفية هي في ملعب التجار الذين يتحكمون بالسعر ويستغلون حاجة الفلاح المضطر لإتمام زراعة أراضيه بأي ثمن.
وتشير أرقام مديرية الزراعة في درعا إلى تراجع في زراعة محصول الحمص خلال الموسمين الماضيين بسبب عزوف البعض عن زراعته لانخفاض جدواه الاقتصادية، وحسب المؤشرات تبلغ المساحات المخططة لزراعة محصول الحمص خلال الموسم الزراعي الحالي 21411 هكتاراً وهي المساحة نفسها التي تم التخطيط لزراعتها بالمحصول في الموسم الماضي تقريباً، لكن ولأسباب عديدة انخفضت المساحة المزروعة فعلاً بمحصول الحمص الموسم الماضي إلى 16400 هكتار.
بدوره عزا رئيس اتحاد فلاحي درعا محمد زهير الجندي ارتفاع أسعار بذار الحمص والمحاصيل العلفية إلى ازدياد الطلب عليها بالتزامن مع موعد زراعتها وتوجه الفلاحين لإتمام زراعة أراضيهم وخصوصاً بعد الأمطار المبشرة التي شهدتها المحافظة والتي أنعشت الآمال بموسم وفير يسهم في إكمال واستقرار الخطة الزراعية، لافتاً إلى أن من أسباب ارتفاع الأسعار أيضاً انخفاض الكميات المتاحة من بذار الحمص نتيجة تقلص المساحات المزروعة في المواسم السابقة من جهة ومن جهة ثانية انخفاض الإنتاجية لأسباب متعددة أبرزها الظروف المناخية وما تعرض له المحصول من أمراض وإصابات حشرية.
وأضاف: إن أسعار محصول الحمص إضافة إلى المحاصيل العلفية غير ثابتة وهي تخضع للعرض والطلب، فأثناء الحصاد تنخفض الأسعار كثيراً إلى ما دون سعر التكلفة، وكثيراً ما يجد الفلاح نفسه مضطراً للبيع لسداد فاتورة الزراعة ولأنه غير قادر على تخزين المادة التي يحتاج تخزينها طويلاً إلى ظروف بيئية مناسبة لأنها عرضة للتسوس، وما إن يحين موعد الزراعة حتى تقفز أسعار البذار أضعافاً وهنا أيضاً يجد الفلاح نفسه مضطراً للشراء للحاق بالموسم، ما يستوجب دعم زراعة هذه المحاصيل المهمة بشكل أكبر بحيث يقلل من أعباء زراعتها على الفلاحين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار