ماذا بعد زراعة كل شبر ..؟
اليوم سمعنا الكثير من العبارات والشعارات والعناوين الرائعة لتطوير الإنتاج الزراعي وتشجيع الفلاحين على زراعة كل شبر من الأراضي الصالحة للزراعة ليس بالقمح فقط بل بجميع المحاصيل الاستراتيجية والموسمية “الشتوية والصيفية” .. لكن ماذا بعد زيادة الإنتاج الزراعي ..؟
الجواب ببساطة يجب أن يكون تطوير التصنيع الغذائي باعتباره وسيلة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية وتأمين الأمن الغذائي لبلادنا واحد عوامل النمو الزراعي، بمعنى أن المنتجات الزراعية وتصنيعها سلسلة اقتصادية متكاملة في حال ربطها مع بعضها يتم تحقيق قيمة مضافة عالية وتوفير المزيد من فرص العمل وذلك من خلال زيادة الرقعة الزراعية بدافع التصنيع وانتشار المنشآت الصناعية المتنوعة.
ولذلك نتوقع أن يخرج مؤتمر تطوير الزراعة بقرارات لإزالة معوقات تنفيذ هذه السلسلة الاقتصادية وفي مقدمتها تشجيع الاستثمار في مجال الصناعات الزراعية الغذائية، وتالياً إيجاد جهات لتسويق المنتج الزراعي الطازج والمصنع تحل مكان أسواق الهال في جميع المحافظات.
وفي السياق ذاته لا بد من الإشارة إلى أن الاهتمام بالتصنيع الزراعي يبدأ من المزرعة باعتبارها أولى مراحل سلسلة القيمة الاقتصادية المتكاملة للإنتاج وصولاً إلى المصنع حتى يتم رفع جودة المنتج ليتجه بالشكل الصحيح إلى الأسواق المحلية أو الخارجية، ولا ينتهي عند الفلاح الخبير بأذواق المستهلكين وحاجة المعامل إلى أصناف محددة من المحاصيل الزراعية وبكميات كافية مروراً بقنوات التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية بربط هذه المراحل مع بعضها وصولاً إلى القيمة الاقتصادية المنشودة.
ولنعترف اليوم أن الكثير من الخبراء دعوا إلى إضافة قيمة إلى السلع الزراعية التصديرية عن طريق تصنيعها ظلت تعتبر لفترة طويلة مجالاً رئيسياً لزيادة العائدات المحتملة لسورية إلا أن إضافة هذه القيمة تحتاج إلى مستثمرين في مجال الصناعات الزراعية لخلق مثل هذه القيمة، وبالتالي أن عدم وجود رأسمال لتوظيفه في مجال الصناعات الزراعية كان العامل الأهم في تراجع تصنيع العديد من سلعنا الزراعية وتصديرها خاماً، ولذلك لا بد من تمويل الاستثمار الزراعي وزيادة قدرة المزارعين على الاستثمار والوصول إلى نظام تأمين على المنتجات الزراعية والاستمرار بتسويق المحاصيل الاستراتيجية وبالتالي تحقيق أكبر عائد اقتصادي من القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.