« الماغوط – لحام» شراكتنا..!
التقليل من إنجازات الفنان دريد لحام التي قدمها بعد انفصال شراكته مع محمد الماغوط، وبغض النظر عن الموقف النقدي منها، لا يصح بإنكارنا اشتراكه بالكتابة مع الماغوط، فهذا ليس نقداً موضوعياً، بل هو موقف انفعالي، وإن أردنا الحق والموضوعية لا بدّ أن نتذكر أن العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التي شارك فيها دريد ممثلاً وكانت من كتابة نهاد قلعي بالشراكة مع آخرين، قبل أن تبدأ رحلة شراكتهما في الكتابة، التي جاءت كخطوة تالية لشراكتهما في التمثيل، والتي هي في حدّ ذاتها الدفاع الحقيقي عن تاريخ الدراما السورية وليس فقط عن الفنان دريد لحام وشراكته مع الماغوط في خطوة تالية، ولمن يصر على الإنكار عليه أن يعود لـ «شارات» الأعمال التلفزيونية أو المسرحية أو السينمائية، فهي وثيقة لا يمكن لأحد إنكارها.
ومن جانب آخر، لنا أن نتعلم ألّا نخلط بين السياسة والفن، إذ طالما سعينا إلى ضرورة الفصل بينهما، وكتب الكتّاب فيها مئات المقالات، وعقدت الهيئات الثقافية عشرات الندوات حول المسألة ذاتها، ولذلك فمن غير المنطقي أن نخلط بينهما وقتما نريد، ثم إننا إن لم نكن أوفياء لمشاعرنا ولذواتنا وماضينا بكل سلبياتها وإيجابياتها فكيف سنبني ما هو قادم حتى لو لم نسمه مستقبلاً؟!. فهل يجوز أن ننكر أن الفنان دريد لحام قد أضحكنا مراراً في أعماله في زمن كنا لا نفقه شيئاً عن الكوميديا، هل ننكر أنه وشريكه نهاد قلعي وياسين بقوش ونجاح حفيظ وعبد اللطيف فتحي وناجي جبر وآخرين أدخلوا البهجة لقلوبنا؟ فلماذا نشهّر أقلامنا في وجهه، رغم أنه لم يدّع ما لم يفعله، بل كان شريكاً حقيقياً في كتابة الكثير من الأعمال مع الراحل نهاد قلعي فكيف لا يكون شريكاً مع الراحل محمد الماغوط؟ لنحاول فقط أن نأخذ من مبدعينا على تنوعهم، سواء اتفقنا معهم بأي موقف، أو أي فعل أو إنجاز، أو لم نتفق، موقفاً نقدياً موضوعياً، حتى لا نخسر أنفسنا وذكرياتنا ومشاعرنا وتاريخنا، فهي من أهم العوامل التي لا نزال نتشارك بها، فلنحافظ عليها لأجلنا جميعاً.