تحدثنا مراراً وتكراراً عن الحرب الكونية والخراب والدمار الذي استهدف كلّ مكونات المجتمع على اختلافها, لكن أهمها المكون الاقتصادي, وما يحمله من أركان تعرضت للتخريب والسرقة وغير ذلك من جرائم الحرب على سورية.
و الدولة لم تقف مكتوفة الأيدي بالتوازي مع تحرير الأرض ومواقع الإنتاج من العصابات الإرهابية كانت تضع الخطط وترسم الاستراتيجيات للنهوض وإعمار ما خرب ودمر من بنى تحتية واقتصادية, ما نتج عنه عودة المئات من خطوط الإنتاج إلى ميدان العمل, لكن كل ذلك لا يرقى إلى المستوى المطلوب لمواجهة تحديات المرحلة وتلبية متطلباتها بدليل منشآت صناعية كبيرة مازالت خارج الإنتاج بسبب أعمال التخريب, وتوقف العمل بالمشاريع المباشر بها بسبب عدم متابعة المستثمرين تنفيذ المشاريع المرخصة والمباشرة بها.
أيضاً فقدان معظم المواد الأولية, وخاصة نصف المصنعة التي كانت تنتج محلياً, ونقص حوامل الطاقة «الغاز– الفيول– الكهرباء– مازوت», وارتفاع قيمتها وانقطاعها بأوقات غير منتظمة, وبشكل متكرر إلى جانب زيادة التكاليف المادية المترتبة على الصناعيين, وصعوبات التسليف والاقتراض والتسديد والتحصيل.!
كل ذلك بسبب الحرب على سورية والحصار الاقتصادي الظالم وآثارهما السلبية لجهة صعوبات فتح الاعتمادات, وتراجع العملية التصديرية وارتفاع سعر الصرف.
وهناك الكثير من رصد للواقع, وهذا«غيض من فيض», ومازالت الحاجة أكبر بكثير من الإمكانات المتوافرة في القطاعات كلّها, فنحن بحاجة إلى زيادة طاقات الإنتاج وترشد في الإنفاق, وقبلها مكافحة جدية للمصادر المولّدة للفساد, وكفاءات إدارية قادرة على تحمل المسؤولية لا كفاءات تحمل هوية شخصنة الموقع وروزنامة تبريرات للفائدة وتغلغل الفساد في أدق التفاصيل..!؟
للأسف مازلنا نغرق في متاهات كل ما ذكرت مع الحفاظ على الواقع كما هو, مع تسجيل نقاط كثيرة باتجاه التراجع, ونحن كمواطنين الأمل يشدنا إلى ما هو أحسن وأفضل ..!؟