لوحة فيها ما فيها ..!
الفنانة الشابة ذات الاحتياجات الخاصة كان دأبها وصبرها يكفي لكي تستعد للانطلاق بمجموعة رائعة من اللوحات تعبّر عن مشاعرها الرقيقة الحسّاسة وشغفها بالألوان والخطوط وخيالها الخصب والجامح لتفتح الأبواب أمام الكثير من الصبايا والشباب المبدعين الذين تعرضوا لحوادث أدت إلى إصابتهم بإعاقة سمعية أو حركية ليكونوا أصحاب أرواح مجنحة ويبدعوا في مهن كثيرة وينطلقوا في مشاريع التدريب والتأهيل بلا كلل أو ملل.
إن أهم ما يميّز إبداعات ذوي الاحتياجات الخاصة هو ذلك الصدق والتفاعل الروحي مع أعمالهم، بحيث يصلون إلى أماكن وأحاسيس لايقدر عليها غيرهم ممزوجة بالحب والعشق للإنجاز، ويشعر المتأمل في أعمالهم بتلك المهارة وذلك البعد الروحي والنفسي والإنساني في كل تفصيل من تفاصيل عملهم .
وأمام الجد والإصرار والحماس لهذه الفئة من الشباب والصبايا التي تميّزت في كل المجالات على المسرح وفي الآداب وفي الفنون التشكيلية والتراثية نجد أن الموهبة والإبداع لا يتوقفان أمام طفل يعاني من وضع حسّاس وتكون العائلة الدافع الأول والمحفًز لرعاية هذه الموهبة ولاشك أنه يتطلب من الأسرة جهوداً استثنائية في مد يد العون والتحفيز لهذا الطفل ..وغالباً ما نجد أن الكثيرين من هؤلاء الأطفال يظهرون مواهب رائعة تنم عن ذكاء وإحساس مرهف. فالحياة قد تحرم الإنسان بعضاً من حواسه أو قوته الجسدية، لكن الإرادة والصبر والتحمل غالباً ما تنجح في ردم هذه الهوة وتجاوزها إلى حالة من التميّز والإبداع والتي تجعلنا نشعر بكل الفخر والاحترام لهذه المواهب الأصيلة.