ضد مجهول ..!!
عاطف عفيف:
إن ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية حركت لدى البعض من ضعاف النفوس رغبة جمع الأموال دون تعب ودون عمل، فاخترعوا باباً جديداً للسرقة وهو سرقة المحاصيل الزراعية وبيعها في سوق الهال وتحقيق الأرباح دون تكاليف.
أما سرقة الدراجات النارية فهي ظاهرة قديمة وحديثة ومستمرة في اللاذقية حيث يتميز السارقون لهذا النوع من السرقة بخفة اليد التي هي أشبه بالسحر، حيث لا تستغرق العملية ثواني فقط لتختفي الدراجة النارية ويصبح مصيرها في خبر كان، والغريب في أحايين كثيرة أن السرقة تحدث في وضح النهار وفي الشوارع المزدحمة بالمدينة دون أن تحدث أي جلبة أو تلفت انتباه الناس.
كما تنشط حالياً أيضاً سرقة من نوع آخر وهي سرقة الكابلات أو الأسلاك النحاسية لشبكات الكهرباء، فالأسعار المرتفعة الجنونية للنحاس المستعمل جعلتها هدفاً سهلاً وصيداً ثميناً وباباً جديداً لجمع الأموال من دون تعب أو عمل. وكأن الناس لا تكفيهم المعاناة من التقنين الجائر لتأتي ظاهرة سرقة الكابلات النحاسية وتحرمهم “نعمة” الكهرباء بشكل كامل، وينطبق عليهم المثل القائل “فوق الموتة عصة القبر”، حيث يستغل السارقون انقطاع الكهرباء ليلاً ليمارسوا مهنتهم المحببة، و يشكل الظلام وانقطاع الكهرباء في الأسلاك عامل أمان دون التعرض للأخطار.
وتضطر ورش الإصلاح إلى الانتظار لحين قيام عناصر الشرطة بتسطير الضبوط اللازمة لكي تتمكن من الإصلاح وتركيب وصلات جديدة لأماكن القطع، وهذا يستغرق فترة من الزمن، ما يزيد من معاناة المواطنين.
وإذا ما استمرت الحال على هذا المنوال دون كشف الجناة سيزداد الأمر سوءاً، لأن هناك معاناة حقيقية في تأمين الأسلاك في ظل الحصار الخانق، وبالتأكيد إن الضبوط تسجل ضد مجهول لأنه من المستحيل وضع حراسة على الشبكات الكهربائية و معرفة “الحرامية ” إلا بالصدفة، وهذا يكلف الدولة جهداً وتعباً إضافياً و هدر المزيد من الأموال.
ومعرفة هؤلاء ليست بالأمر الصعب، ويمكن ذلك من خلال التجار الذين يشترون هذا النوع من البضاعة والتي تدعى “القراضة”، وهم معروفون بالسوق وبالتالي يمكن الوصول إلى هؤلاء “الحرامية” بطريقة أو بأخرى ووضع حدّ لهذه السرقات.