كيف لفلسطين أن تنتصر مع 16 فصيلاً؟؟

د. مهدي دخل الله: 

تحيرني القضية الفلسطينية … أعظم شعب و أسوأ تنظيم..
لماذا أعظم شعب ؟؟.. لأنه الشعب الوحيد الذي يحارب «الشيطان الأكبر » وجهاً لوجه يومياً و مباشرة منذ قرن تقريباً وهو مستمر في تصديه لهذا الشيطان المتمثل في الصهيونية ..
كثير من الشعوب واجهت الاستعمار لكن تصدي الشعب الفلسطيني يختلف نوعياً بأمرين : الأول أن الشعوب تواجه عدداً محدداً من السنوات ثم يتم جلاء المستعمر, الثاني : أن المستعمر واضح وله دولة يسحب جنوده إليها في النهاية .
لكن الشعب الفلسطيني يواجه منذ قرن و قد يستمر عقوداً قادمة. كما أنه يتصدى لاستعمار استيطاني إحلالي من نوع فريد لا يكتفي باغتصاب حرية الشعب الفلسطيني و إنما يريد أرضه أيضاً..
شعب عظيم متفرد في تصديه… وتنظيم سيء جداً…
كيف يمكن أن ينتصر الكفاح الفلسطيني و هناك أكثر من ستة عشر فصيلاً تقتسم الجسد النضالي لهذا الشعب العظيم . فصيل قام بالتطبيع مع اسرائيل منذ أكثر من عشرين عاماً ووقع معها اتفاقات أمنية , وأخر ماركسي, والثالث إسلامي , والرابع أصولي, والخامس يساري , والسادس قومي, والسابع والثامن الخ لدى هؤلاء أفكار الدنيا كلها و عقائدها إلا…فلسطين .
في فيتنام كان هناك فصيل واحد جامع هو الفييتكونغ , ضم التيارات جميعها تحت راية واحدة هي راية التحرير. في الجزائر أيضاً كانت جبهة التحرير الجزائريه تضم الجميع على اختلاف مذاهبهم الفكرية والسياسية .. أما في فلسطين فللأسف هناك « حرب الجميع ضد الجميع» كما قال الفيلسوف الإنكليزي توماس هوبز واصفاً المجتمع الإنساني ..
ولا يقتصر التشرذم على عنصر الإيديولوجيا , بل هناك انقسام في التيار الإيديولوجي نفسه. التيار الإسلامي يضم عدة فصائل متنازعة , التيار اليساري كذلك , والقومي أيضاً . تيارات كثيرة لكن لا يوجد تيار فلسطين .
هذا يؤمن بفكر «الإخوان» فيهمه انتصار الإسلام في أفغانستان حتى لو كان ذلك على حساب علاقته مع إخوانه الفلسطينيين الذين لا يؤمنون بفكره . وذاك ماركسي أو شبه ماركسي يهمه انتصار عمال العالم , والاخر قومي تهمه أحداث « الأمة العربية» الممزقة أيضاً ..
أذكر قولاً للمرحوم أحمد ياسين :« والله لو احتل المسلمون فلسطين لقاتلناهم عليها ». طبعاً, فالدولة العثمانية كانت مسلمة وقاتلها العرب لتحرير أرضهم. العقائد شيء والأرض شيء أخر . تحرير الأوطان أكبر عقيدة و أكثرها أهمية ..
mahdidakhlala@gmail.com