اللوحة المعطرة بالطهر
الكثير من الجمال يتشكل في لمحة عين, وحيثما تنظر .. البعض يصبح قلبه منبعاً للنور, والآخر يبقى دلوه فارغاً, والسؤال ما الفرق مابين العين والعين؟
ثمّة عين نظيفة لا ترى إلا الصور الجميلة البريئة يعينها الصدق, ويضيء نورها الخلق الحسن, وإذا ما لاحت لها ملامح خارج إطار قيمها ومحددات الطهر والصفاء أشاحت عما يعكر نقاء الحسن والجمال, وحمت نفسها من أمراض المناظر المصابة بالفيروس.
في حين أنّ عيناً أخرى تطلعت إلى ما ليس لها وقادتها النفوس المريضة حيث القبح والظلام والعبث فإذا بها مع مرور الأيام والشهور والسنين تتلوث رؤيتها, ويحيط بأنوارها الغبار والشحار فيختفي الضوء وتضيع الألوان وتصبح الرؤية محدودة ورمادية تقاسي ما تقاسيه من شظف العيش وقلة النور وحرمان الروح من الحسن والجمال.!
وثمة سؤال آخر يتداوله أصحاب الريش الملونة.. كيف يمكن قراءة اللوحات التشكيلية؟
يرى بعض النقاد أنّ الفن التشكيلي يشهد حالات مد وجزر, وأن ما نحتاجه صناعة لغة تشكيلية إعلامية تقوم على قراءة اللوحة والمنحوتة الحديثة بلغة بصرية بعيدة عن الخطاب التقريري السمعي القادم من لغة الخطاب اليومي.
فمعظم الكتابات الإعلامية السائدة في مجال الفن التشكيلي عندنا بمألوفها لا تعبّر عن النواحي الجمالية والتقنية والتشكيلية في العمل الفني, وهذا أسهم في تراجعها وأدى إلى طغيان التغطية الشمولية والتقريرية والبعد عن خصوصيات وتفاصيل التجربة الفردية فيحيلها إلى حالة فوضى.
وما يجدر بالاهتمام هو تطوير الحالة الفنية والثقافية عبر تشجيع المعارض التشكيلية الجماعية, ولاسيما التي تتيح الفرصة للتعرف على المواهب الشابة الجديدة جنباً إلى جنب مع تكريم مبدعينا وفنانينا أمثال ممتاز البحرة وصلاح الدين محمد وزياد زكاري ونشأت الزعبي وغيرهم، بما يساهم ببث الدفء والحياة في نسغ الفن والثقافة.