مازال حلماً ..!
كثرت المطالبات وتعالت المناشدات منذ زمن بعيد, ومازالت مستمرة حتى الآن لتوسيع طريق بانياس – جبلة القديم، هذا الطريق الذي يعدّ من أهم الشرايين الحيوية التي تربط مدينة جبلة بريفها الواسع، وكذلك بأوتوستراد الغاب- بيت ياشوط، وهو جزء من الطريق القديم الذي كان مستخدماً سابقاً للسفر بين اللاذقية ودمشق قبل إنشاء الأوتوستراد الحالي في ثمانينيات القرن الماضي.
ويكاد هذا الطريق يضاهي أوتوستراد اللاذقية – طرطوس من ناحية الازدحام والكثافة المرورية نظراً للمناطق الواسعة التي يخدمها، وتأتي أهمية المطالبة بتوسيعه للتخفيف من نسبة الحوادث المروية القاتلة المتكررة والمستمرة التي تكاد لا تفارق هذا الطريق.
وللأسف رغم التوسع العمراني الكثيف والتزايد السكاني الحاصل خلال العقود الثلاثة الماضية والذي زاد عدة أضعاف، مازال الطريق على حاله ضيق لا يتسع لمرور سوى مركبتين ذهاباً وإياباً، وعند توقف أي مركبة سيؤدي إلى عرقلة السير، ولا يمكن التوقف لسبب أو لآخر إلا بالخروج نهائياً على الرصيف، وهنا تكمن الخطورة، فهذا الرصيف (على الجانبين) مازال غير معبّد ومحفّر، ويجعل السائق لأي مركبة يحسب ألف حساب بكيفية الخروج لكيلا يقع فريسة سهلة للحوادث، وكانت هناك محاولات خجولة بين الفينة والأخرى لتسوية جوانب الطريق ببعض البقايا والردميات، ولكن للأسف لا تلبث أن تتحفر وتجرفها مياه الأمطار.
جرى الحديث كثيراً ومنذ زمن طويل أيضاً عن مشروع إنشاء عقدة وطريق يربط أوتوستراد بيت ياشوط بأتوستراد اللاذقية – طرطوس مع عقدة البرجان, وهذا المشروع حيوي ومهم جداً ولو كتب له التنفيذ فإنه سيخفف الكثير من الازدحام والكثافة المرورية، وسيسهم في توفير الكثير من الوقت والجهد والمال في عملية النقل والتنقل، وتالياً تخفيف نسبة الحوادث، لكن للأسف ما زال المشروع حلماً يراود أذهان الكثير من أهالي المنطقة، فإلى متى سنحصد المزيد من الحوادث والضحايا؟..والحلول موجودة ومدروسة وعفنت في الأدراج.
لذلك فإن إنشاء عقدة بيت ياشوط وتوسيع طريق بانياس – جبلة ضرورة ملحة وغاية في الأهمية للأسباب المذكورة، والأموال والمبالغ التي تهدر على تجديد بعض البقع في أوتوستراد اللاذقية – طرطوس سنوياً, كافية لحل هذه المشكلة.