للعرض فقط ..!!
«إذا لم يتوافر الضاني عليك بالحمصاني»..
مثل عاميّ كان يطلقه العامة من الناس في حال لم تتوافر لديك الإمكانية لتناول البروتين الحيواني عن طريق اللحوم بأنواعها ويمكنك تعويض ذلك في نظامك الغذائي من خلال تناول البروتين النباتي عن طريق الفول والحمص, ولكن في حال طار كلا البروتينين حيوانياً كان أو نباتياً بعد تحليق أسعار اللحوم غير المسبوق وتجاوزه جيوب أغلبية الناس وحتى ارتفاع أسعار البقوليات عموماً ماذا تفعل, وهل بقي مفعول المثل الشعبي سارياً؟
غلاء اللحوم بأنواعها وألوانها المتعددة من الأحمر إلى الأبيض إلى المثلّج المهرّب (المزرق) إلى مختلف ألوان المفروم منها والمجروش بخلطة منكهة من الرومي للجدي بلحوم الإناث من العواس للحوم (التيس الكومة) على ألواح القصابين الخشبية والتي تباع تحت ماركة عالمية مسجلة (عواس بلدي) للاستفادة من أسعار الكغ الواحد منها والذي بات يوازي أجر عامل براتب بدء التعيين.
كل ذلك يحدث على إيقاع اتهامات متبادلة بين حماية المستهلك واللحامين والمربين سواء كان بالتهريب للقطعان من جهة أو قلة دعم المربين من جهة لتوفير أعلاف مدعومة, بعيداً عن أمواج سعر الصرف العاتية وتحكم بعض المستوردين بلقمة عيش الأغنام التي تعاني تقلبات (الأخضر).
يضيع الحابل بالنابل ويبقى المواطن أسير معادلات القائمين والمعنيين والمراقبين والمهربين والمربين واللحامين وحماية المستهلك, محاولاً أن يمسك بطرف الخيط لعلّه يحظى بجناح فروج طائر أو حتى يعلّق بقرن (تيس) أو قطعة من العواس الذي طالما تغنى به وأشاد بلحومه ومذاقه السوري اللذين تتلذذ بهما دول الخليج تهريباً ويكتفي المواطن برائحة المشوي منها و«شم ولاتذوق للعرض فقط ».