«جوكر» الدراما المؤنث!

تقول معظم معاجم اللغة العربية: إن «الجوكر» هو (ورقة تقوم مقام أيَّ ورقة أخرى في ورق اللَّعِب)، بمعنى إن فقدت الورقة التي تحمل الرقم (10) تستطيع أن تستخدم ورقة «الجوكر» مكانها، وهكذا، أي إن «الجوكر» يقوم بمهام كل الأوراق، وفي ضوء ذلك جاء نعت أي ممثل يستطيع تجسيد أي شخصية، في أكثر من نوع درامي (تاريخي، اجتماعي، بيئة، كوميدي، تراجيدي) بـ«الجوكر».
لكن ولأننا نحب أن ننحاز بعواطفنا قبل عقلنا، يمضي الكثيرون منا بمنح ممثلهم المفضل لقب جوكر الدراما التلفزيونية، فهذا يمنحه للفنان بسام كوسا، وذاك لسلوم حداد، أو لأيمن زيدان، وتمنحه تلك لعباس النوري، أو لرشيد عساف، إلى آخر هذا الجيل, كما يوزعون هذا اللقب للجيل الذي تلاه فمنهم من يمنحه لعابد فهد، أو لأيمن رضا، أو لباسم ياخور، أو لعبد المنعم عمايري، وآخر لأندريه سكاف، وثالث لأحمد الأحمد أو لمحمد حداقي. يمنحون ممثلهم المفضل اللقب، وينسون أنه ممثل ويفترض أنه يستطيع أداء الشخصيات في أي نوع درامي، لكن نسبة جودة الأداء هي التي تختلف.
وفي رأينا إن المسألة لا تكمن فقط في قدرات الممثلين، بل في انتباه المخرجين لهم ومغامرتهم الأولى معهم في إسناد هذا الدور أو ذاك لهم، وفي متابعة إسناد الأدوار لهم في أعمال لاحقة، سواء منهم أو من قبل مخرجين آخرين، فثمة ممثلون يتأخر بعض المخرجين في التنبه لهم، ولقدراتهم الكوميدية، كما تنبه المخرج الليث حجو للممثل رشيد عساف، وأسند له شخصية رئيسة في مسلسل «الخربة»، كما يمكننا عدّ إهمال المخرجين لطاقة أدائية لا تقل عن غيرها لدى ممثلين آخرين يتمتع بها الممثل بسام لطفي الذي شهدنا لها أداءً لافتاً في مسلسل «بطل من هذا الزمان»، وإهمالها خسارة للكوميديا, ولم يستثمر طاقاته مخرج آخر فيما بعد، إلاّ المخرجة رشا شربتجي, وبدور قصير جداً في مسلسل «قانون ولكن», لكن ماذا عن الممثلات فلماذا لا يُمنحن هذا اللقب، ومن يستحقه منهن كثيرات، ولاسيما أن المعاجم عرّفته بورقة اللعب والورقة مؤنث, وليست مذكراً..؟! نشير إلى ذلك من دون أن يغيب عن بالنا أن أكثر من يتداول هذا اللقب، إلى جانب المعجبين والمعجبات بهؤلاء الممثلين، ويمنحه لهم، هم زملاؤنا في الفضائيات والمنصات، من دون وجه حق طبعاً..!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي