“دبلوماسية” أمريكية تحت الاختبار!

تدعي الإدارة الأمريكية الجديدة أن الرئيس جو بايدن “أراد أن يوجه رسالة واضحة لدول العالم مفادها أن الدبلوماسية ستكون الأساس في السياسة الخارجية الأمريكية” ولاسيما أن زيارته الأولى خارج البيت الأبيض كانت إلى وزارة الخارجية، وأنه قد ينهي بذلك سياسة البلطجة التي عممها دونالد ترامب في السنوات الأربع السابقة.. لكن دول العالم قاطبة تشكك في نيات بايدن ووعوده إلا إذا أثبت العكس وحقق بعضاً من أساسيات العلاقات الدولية التي يحددها ميثاق الأمم المتحدة ولاسيما ما نص عليه الميثاق من أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة متساوية في الحقوق والواجبات وتتمتع بالسيادة الكاملة ويمنع التدخل في شؤونها الداخلية كما يمنع التدخل العسكري أو فرض العقوبات إلا بقرار من مجلس الأمن، فهل سيضع بايدن هذه الأمور نصب عينيه وهو يرسم سياسته الخارجية؟

إن العمل الدبلوماسي يتنافى مع التهديدات والتلميحات التي وجهها بايدن إلى روسيا والصين، ويتطلب مستويات عليا من التفاوض والتحاور مع دول عظمى تقع عليها مسؤولية إيجاد قواسم مشتركة بين الدول للتعامل مع جميع التحديات الأمنية والاقتصادية والصحية وهذا ينسجم أيضاً مع وعد الرئيس الأمريكي (بتوحيد العالم) لكن توحيد العالم أمر مستحيل من خلال فرض الأمر الواقع ومن خلال الضغوط والعقوبات ومن خلال البوارج والصواريخ، وإنما يحتاج إلى احترام القانون الدولي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وهذا ما لم نلمسه حتى الآن مع أنه من بدهيات العمل الدبلوماسي الذي يمكن أن يحقق مصالح دول العالم ومصالح أمريكا أيضاً.

إن الأمور الأكثر إلحاحاً تتطلب عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي مع إيران، ووقف العدوان على اليمن، وإلغاء الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية وعلى غيرها، وسحب القوات الأمريكية من جميع المناطق التي دخلتها من دون تنسيق مع الحكومات الشرعية، وعندها فقط يمكن القول إن إدارة بايدن قد خطت الخطوة الأولى على الطريق الصحيح.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار