الاستثمار الرياضي
عندما تصل عقود لاعبي أحد الأندية المحلية إلى حوالي مليار ليرة فهذا يعني أن أنديتنا بخير وقادرة على تحقيق استقرار مالي بغض النظر عن الدعم الذي تتلقاه من منظمة الاتحاد الرياضي العام، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على احترافية الأندية وقدرتها على الاستثمار في مجال إعداد اللاعبين الموهوبين ومن ثم تسويقهم إلى الأندية العربية والقارية وحتى الأوروبية التي يلعب فيها الآن أكثر من لاعب سوري كاحتراف لاعبنا محمود المواس في أندية رومانية وكذلك لاعبانا عمر السوما وورد السلامة في الأندية السعودية وعلاء الدالي في أندية كويتية وعمر خريبين في أندية إماراتية.
لاشك في أن إقبال الشركات الراعية على دعم الأندية أمر إيجابي ويساهم في تطوير الاستثمار الرياضي الذي من شأنه دعم الأندية الرياضية مادياً من خلال ايرادات مالية ذاتية خاصة بها سواء عن طريق استثمار مكان الأندية التي معظمها تقع في مواقع جغرافية مهمة تتوسط المدن، وهذه ميزة كبيرة تشجع المستثمرين في المجال الرياضي على الإقبال، فقلما نجد نادياً من أنديتنا لا يملك مثل هذه الاستثمارات وخاصة الأندية الكبيرة مثل أندية الوحدة والمحافظة والاتحاد وحطين وتشرين الذي كشف مؤخراً رئيس النادي طارق زيني بكل شجاعة أن عقود لاعبيه في كرة القدم وصلت إلى 800 مليون ليرة تكفلت الشركة الراعية بدفع النسبة الأكبر من تكاليف العقود والتي بلغت حوالي 600 مليون ليرة، وهذا أمر مشجع حيث شهد هذا النادي مؤخراً احتراف أهم لاعبيه في أندية خليجية وهذا يؤكد أن عامل الاستقرار المالي ضروري ومهم لتطوير الأندية نفسها وأن الفئات العمرية التي هي الرافد الحقيقي بخير مادام الاستثمار الرياضي الجديد سينصب على المواهب الكروية كسوق استثماري جديد في أنديتنا، ففي الوقت الذي تعاقد فيه الوحدة ممثلنا في منافسات الاتحاد الآسيوي بعقود لاعبين أجانب وصلت صفقتهم إلى رقم خيالي بملايين الليرات، فإن ممثلنا الآخر نادي تشرين في المنافسة نفسها سيتعاقد مع لاعبين محليين أمثال اللاعب محمد الواكد ونصوح نكدلي وأحمد الدوني الذي يلعب في الدوري القطري حالياً.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: أليس من واجب الاتحاد الرياضي المتمثل بالمكتب التنفيذي وضع ضوابط لمثل هذه الاستثمارات التي مازالت تنشأ بشكل عفوي بعيداً عن عيون الرقابة وبشكل خفي غير منظم، وهذا من شأنه أن يفوت على الخزينة العامة للاتحاد الرياضي الكثير من الأموال التي تحتاجها لدعم الألعاب الرياضية وصيانة مدننا ومنشآتنا الرياضية؟