رقابة منقوصة ..!
تتحفنا الجهات الرقابية بعدد الضبوط التموينية والعقوبات التي تسطرها للعديد من الأفران المخالفة، ويبدو أن ذلك من دون فائدة لأن هذا الواقع السيئ مستمر, لا بل يزداد سوءاً من حيث نوعية الخبز ووزنه, فالجميع يعلم أن أغلبية الأفران لا تلتزم بالوزن, وبات الميزان في خبر كان, وإن وجد فهو للعرض فقط، أو يستخدم عند حضور«الكبسات» ودوريات التموين، ويبقى المواطن «بالع الموس» على الحدين ويقبل بنقص الوزن مجبراً، لكن من غير المقبول النوعية الرديئة لهذا الرغيف في العديد من الأفران, وبات ينطبق عليها المثل «أحشفاً وسوء كيلة…؟ », ففي الكثير من الأحيان الرغيف غير ناضج أو سميك, ويتفتت ويتكسر بسرعة أو تصدر منه رائحة غير مستحبة بسبب الخميرة غير الناضجة، وبالنتيجة يكون الرغيف غير صالح للاستهلاك البشري، وهذا الواقع السيىء للرغيف لا يقتصر على الأفران الخاصة لا بل وصلت العدوى إلى الأفران العامة, وخير مثال الفرن الآلي في جبلة، والذي كان سابقاً الملجأ الأول لجميع أهالي جبلة وريفها للحصول على رغيف جيد من حيث النوعية والوزن، ويبدو أن هذا الفرن ركب موجة بعض الأفران الخاصة، فقد كثرت الشكاوى عليه لإنتاجه رغيفاً صغير الحجم وسيئاً من حيث النوعية, ويضطر الكثيرون لهدر الخبز, وهذا يعد هدراً وضياعاً على خزينة الدولة وضرباً للاقتصاد الوطني, وكذلك لجيب المواطن «المعتّر» الذي بات الغلاء يحاصره من كل حدب وصوب.
والغريب أننا في القرن الواحد والعشرين عصر ثورة التكنولوجيا والمعلوماتية الدقيقة, وعجبي أننا نعجز عن تحقيق المعادلة بإنتاج رغيف «محترم» من حيث النوعية والوزن، لماذا..؟ ننتظر الإجابة من الجهات المسؤولة.