هل تصدق ليلى أم الذئب ..؟
لأول وهلة فإن وقع مصطلح الثقافة مع الإدارة والأخلاق يبدو وكأن الأمر جنوني ومستحيل للبعض في أحوال السقوط الأخلاقي المدوي المنتشر كالوباء في العالم. ولعل آخرين سيقولون أي أخلاق وقد كانت عندنا أخلاق وهدرناها وتخلينا عنها وصرنا في غابة، القوي فيها يأكل الضعيف، والأدق أصبحنا مشوشي الأفكار وأكلنا بأشكال جديدة وحديثة من عدونا الافتراضي وغير الافتراضي، الذي سوّق لنا أفكاراً تناقض طبيعة ثقافتنا وتناقض معرفتنا لكن تسويق هذه الأفكار المضللة وانتشارها على نطاق واسع على مواقع التواصل وعبر رسائل يومية جعل البعض يشكك في قناعاته ويصدق الأكاذيب ويخلط ما بين الحقيقي والافتراضي كما تم التخطيط له من قبل الأعداء .
فبعد أن غيّر العدو جلده وثوبه وقام بإجراء تجميل لوجهه، دخل علينا من الثغرات التي ساعدناه في شقها ومن ذلك العالم الافتراضي والعولمة وصناعة الأوهام، ولم يعد مستغرباً أن الذئب صار بريئاً ودخلت ليلى قفص الاتهام لكونها حاولت صيده من أجل فرائه الثمين! أليست هذه الصيغة الجديدة من الثقافة والدراما وحتى أفلام الكرتون التي باتت توجه لنا ولأبنائنا؟ كما بات الوهم يسوق لشبابنا وبناتنا فما يصعب تحقيقه ويحتاج لعمل واجتهاد وتعب أصبح يمكن تحقيقه في اللاواقع من خلال حسابات افتراضية صادقة أو كاذبة أو انتحال شخصيات وهناك ما هو أكثر خزياً وعاراً نستحي عن ذكره ووصفه.
وبعد ذلك أي ثقافة وأي أخلاق ستقف في وجه هذا السيل العارم من التخبط والفوضى والهدم؟ والرد على ذلك أن افتقارنا اليوم إلى ثقافة الأخلاق هو عين حاجتنا لها ولدينا في موروثنا الحضاري والإنساني والروحاني والتراثي ما يجعل إعادة الحياة لهذا الموروث هو بمثابة إعادة الروح للأخلاق.
ولن ندعي أننا سنخترع الدولاب بل نحن سنبحث في موروثنا وكنوزنا الأخلاقية المدفونة في الرمال ونعيدها إلى الواجهة وكلنا ثقة أن قوة الأخلاق وجمالها وبأسها سيجعل الكثيرين يقبلون عليها لأنها النور الحقيقي الذي سيملأ الأفق الجديد وسيعيد إعمار ما تم هدمه.