ضيق أفق
قد يقع المسؤول أو الموظف أو أي شخص تسند إليه مسؤولية أو مهمة ما في خطأ, مردّه لسبب يكمن في قلة خبرته وتأطير فلسفته حيال أمر أو مشكلة ما، أو لتمترسه عند نقطة يرى فيها خياراً أوحد لا تنطبق أي من الحلول أو الآفاق عليها مطلقاً.. وتأتي النتيجة مخيبة للآمال في أوقات عديدة.
كل من يعمل معرّض للإخفاقات وربما الأخطاء، ولكن المهم هو هل نتعظّ من أخطائنا ونستفيد من العثرات التي اعترت مسيرتنا الإنتاجية أو الإدارية ؟
كثيرة هي الحالات التي وقعت فيها بعض الإدارات وشاب عملها وآلية تعاطيها مع بعض المسائل الكثير من التعثر والنوائب، وتكررت الوقائع بين أزمة وأخرى بلا أي محددات ساعدتنا في الوصول إلى الخروج الآمن عبر مراحل وأولويات تضمن الحل الناجع.
مع الأسف تتكرر الحوادث والأزمات في فصولها ووقائعها، كما تتكرر خطوات استعراض المشكلات والتحديات ذاتها بالمنهج المتبع نفسه، وكأن الوقوع في الخطأ مرة لا يعطي تلك الخبرة للإسراع في تجاوز تبعات أزمة قد تظهر للعلن.
وهنا يطرح السؤال: لماذا كل تلك السوداوية والتقهقر عند آليات بالية أثناء معالجة مشكلة أو أزمة ما, ولماذا لا يتبارى أهل الفكر والاستشاريون في فك طلاسم معادلة جذورها صعبة التحليل؟!
هنا تظهر أهمية المبادرات وتوسيع حلقة الاستماع لرؤى وفلسفات الآخرين، لا البقاء تحت راية بعض الإدارات من خلال تمريرها لتسويفات لا تنم إلا عن ضيق أفق، فتوسيع حلقة النقاش يولد أفكاراً ويجنب دائماً الوقوع في مستنقع معالجات قاصرة لمسائل بات وجودها اعتيادياً!
التسلط بالقرار والأخذ بمقتضاه كما هو من دون إشراك من تؤهلهم معارفهم لتقديم آراء إيجابية هما الآلية السائدة، ناهيك بالتفرد الكامل برسم خطط وتوجهات مهمة، ربما تنعكس سلباً على بيئة العمل، وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه من تراجعات وتراكمات، فلو أن كل معنيّ يصدق مع نفسه ومع الآخرين ، من دون أن يهوّن أو يجمّل ما يحدث، وبعيداً عن استعراضاته، لما وصلنا اليوم إلى التخبط والتعثر المتكرر والضعف بالمعالجات و…
دروس كثيرة لم نستفد منها كما يجب بعد, لعلنا نتعلم في المرات القادمة!