يستمر العدوان الإرهابي على الشعب السوري بأشكاله المختلفة وتزداد صورة التآمر وضوحاً بعد إعلان الاتحاد الأوروبي إنزال المحطات الفضائية السورية عن تردداتها على القمر “يوتلسات” رغم أن الحصول على المعلومات يعتبر من الحقوق الأساسية لأي إنسان على وجه البسيطة، وبالتالي فإن هذا القرار العدواني يتناقض بشكل كامل مع ادعاءاتهم “بالدفاع عن حرية الأشخاص والمجتمعات والدول واحترام خياراتهم السياسية والوطنية”.
لقد بدأت الحرب على سورية قبل عشر سنوات وأكثر بالافتراء والتضليل الإعلامي وحاولوا حجب الحقيقة عن المواطن السوري وعن الرأي العام ليس من خلال التشويش الفني وحجب القنوات الوطنية عن عدة أقمار صناعية فقط وإنما من خلال تشجيع الإرهابيين على استهداف وسائل الإعلام السورية عن طريق القذائف والمتفجرات واستهداف الطواقم الإعلامية التي تغطي العمليات العسكرية ضد الإرهابيين للتعمية على الحقائق، كما استهدفوا الإعلاميين ومنحوا الجوائز والمساعدات العينية والفنية لإعلام “داعش” و”النصرة” وكل من نطق باسم المشروع الإرهابي التكفيري.
لقد بلغ الانحطاط الأخلاقي والقيمي لدول الغرب وأمريكا مستويات مهولة، فهم يحاربون الشعب السوري الذي وقف في وجه الإرهاب ودفع أغلى ما يملك لإفشال المشاريع الظلامية الممولة من دعاة “الحرية والديمقراطية والعدالة” ومازال يقدم المزيد من الشهداء دفاعاً عن بلده وعن الإنسانية جمعاء.
ويستمر هؤلاء في فرض حصار اقتصادي جائر طال كل مقومات الحياة بما في ذلك رغيف الخبز، وهم يحاولون الآن إغلاق الفضاء الذي لوثوه بدخان مصانعهم في السابق ويلوثونه الآن بأفكارهم وادعاءاتهم التي تخدم بشكل مباشر وغير مباشر جميع التنظيمات المتطرفة بما في ذلك تلك المجموعات التي نفذت عمليات إرهابية في فرنسا وإيطاليا وعدد من الدول الأوروبية.
لقد كان من باب أولى أن تمارس العقوبات على محطات تلفزيونية تحرض على العنف والتطرف، ويقدّم الدعم الفني والمعنوي للمحطات الوطنية السورية التي تنتهج خطاً واضحاً في تمتين روابط الإخاء والتعاون واحترام خيارات البشر التي لا تتعارض مع القوانين والأعراف الدولية.
لقد تابع الإعلام السوري مهامه الوطنية والإنسانية رغم كل المعوقات والتحديات والتهديدات، ولن يعدم الوسائل الكفيلة بضمان عمله والقيام بدوره الوطني والإنساني، وثقته بالنجاح والنصر أكيدة لأنه يتسلح بقوة الحق التي لا يمكن أن تهزمها الافتراءات.