الحرب على بلدنا بكل أبعادها وأهدافها ومشغليها وداعميها وأدواتها ومن ساهم في تنفيذ أجندتها, غايتها بالمطلق تدمير المكون الاجتماعي (المواطن) .. بما يحمله من سلوك وأخلاق مرتبطة بالهوية والانتماء, والتي لم تستطع كل سنوات الحرب ومفرداتها الدخيلة من تغييره باستثناء بعض ضعاف النفوس من مختلف الشرائح شغلتهم أمور المال واللصوصية, وبعض مفردات المصالح الشخصية, التي تتنافى مع الهوية الوطنية..
وهنا لست بصدد عرض تلك المفردات , وإنما التذكير بالإجراءات الحكومية التي تغفل عنها , والتي من شأنها محاربة تلك المفردات من أجل تحصين الحالة الأخلاقية للمواطن والحفاظ على نزاهة هذا المكون, والأهم تأمين الدعم الاقتصادي والاجتماعي لتوفير مقومات المجابهة , وفق رؤية واضحة يكون فيها المواطن شريكاً فاعلاً في رسمها وتطبيقها , باعتباره الهدف الأساسي لها وهذا يمكن تحقيقه من خلال عدة قضايا مطلوب من الحكومة الاهتمام بها أكثر من أي مرحلة مضت .. في مقدمتها :
وضع استراتيجية دعم يكون المواطن فيها شريكاً فاعلاً باعتباره الأقدر على تحديد كيفية الاستفادة من مكونات الدعم , وتفادي سلبيات التجارب السابقة.
والأهم الاهتمام بالمكون التعليمي من خلال وضع سياسة تعليم جديدة تحارب المفردات الدخيلة من جهة , والارتباط المباشر بسوق العمل من جهة أخرى, بحيث تسمح للخريجين من الجامعات والمعاهد الانخراط مباشرة بسوق العمل , وخاصة أن هناك تجارب للشؤون الاجتماعية وغيرها أثبتت عدم قدرتها على الترجمة وفق متطلبات الواقع الفعلي..
وهذا لا يمكن تطبيقه قبل تنظيف البيت الداخلي للجهاز الرقابي متعدد (الألوان والأشكال) المعني بحماية المواطن وسلامة إجراءات الدولة وخاصة أن الفساد والسرقة باتت ممارسة يومية لمعظم عناصرها ..!
لذلك كانت الحاجة لبرنامج زمني وسلم أولويات لمعالجة هموم المواطن , وتلبية متطلبات معيشته اليومية , ومعالجة التشوهات التي فرضتها ظروف الحرب على مستويات الدخل لكافة شرائح المجتمع , والأهم الوضوح والمكاشفة في العمل الحكومي والإجراءات التي يتضمنها هذا البرنامج , بحيث يكون المواطن شريكاً في وضع الرؤى ورسم الاستراتيجيات ووضع البرامج الزمنية بحيث يكون الفاعل والمتفاعل فيها لكونه الغاية والهدف , لذا لابد من مكاشفة حكومية لكل إجراءاتها وخططها قبل طرحها للتنفيذ بعنوانها العريض (من أجلك يا مواطن)..!؟
ssa.samy68@gmail.com