إنهم يحرقون أرواحنا ..!!
علّمونا كيف نضحك وسنضحك, علّمونا كيف نرسم ابتسامة الرضا على وجوهنا التي أتعبتها مرارة العيش واللهاث وراء احتياجات يومية أقلها رغيف الخبز .. وسنفعلها !!
لأول مرة منذ فترة طويلة باغتتنا جميعاً ابتسامة الرضى, ممزوجة بحزن دفين وذكريات لا تزال محفورة في الوجدان, عندما أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على منفذي الحرائق في غابات اللاذقية وطرطوس, والتي التهمت مساحات واسعة من الأراضي ودمرت أعداداً كبيرة من الأشجار والغطاء النباتي, وسببت خسائر في الأرواح والممتلكات, وقضت على أرزاق الكثير من الناس فاغتالت أرواحهم وأحلامهم, وأشعلت النيران في أجسادهم, وبسرعة البرق كان العنوان الأبرز لغالبية الشعب السوري المطالبة بتوجيه أقصى العقوبات بحق ” شياطين النار ” وفضح إجرامهم ومن يقف خلفهم من ممولين ومخططين ومنفذين.
لم ولن ننسى كيف حاصرت نيران حقدهم عشرات القرى, ولن يمحو الزمن ما ارتكبه المجرمون بحق وطن كان اللون الأخضر عنوانه, تصريح وزارة الداخلية أثلج قلوب السوريين .. كان حقيقياً لا يحتمل التسويف والوعود, وهذا ما يأمله كل مواطن ومن كل الجهات المعنية!
كلٌّ يشعل النار في ملعبه ولمصلحته, والنيران وصلت حتى الأسواق وأبطالها هذه المرة كل من يحتكر ويتاجر بلقمة الناس, وكل من يزرع القهر والغصة في قلوب أدماها الفقر والحاجة, ومع ذلك لم نسمع عن محاكمة أو محاسبة من امتهن إفقار الشعب, أو حتى توجيه الاتهامات بحق من قصّر بخدمة الناس, فهل سمعتم عن محاسبة مسؤول لم يعمل وأدار ظهره للناس؟ وهل سمعتم عن مسؤول اعترف بتقصيره وفشله؟ ما نسمعه فقط بضعة تصريحات بعيدة عن المنطق والواقع, وما نراه أن المواطن بات وحيداً يواجه إعصار الغلاء والفساد ومن يسرق أحلامه ويحرق روحه ووجوده!!
اليوم تم إلقاء القبض على المجرمين الذين أشعلوا الوطن ونأمل أن تكون محاكمتهم سريعة, وغداً نأمل بمحاسبة كل من امتهن الفساد والاستغلال, وكل من يزرع القهر في قلب كل مواطن وفقير !