أيام «زورو» وفيلمه الذي لم يتعدَّ الساعتين, مستحيل لفرده أن يخلو من الطلقات أو أن تصل لصدر البطل النيران، على عكس «غرندايزر» المسلسل الكرتوني الموجه للأطفال, فرشاشه الصاهر وصحنه الخارق لم يكن الغالب في الجولات جميعها..
وعلى عكس جبل شيخ الجبل في المحاولة رقم (٤) لتصدر (الترندات) من خلال نار ودخان ورصاص.. وكادر كاميرا مطلوب منها تقديم البطل الخارق و فانتازيا لا تقدم، بل تؤخر وتؤثر سلباً في نفوس الشباب والأطفال.
فردُ جبل المتطور, ليكون رشاشاً عصياً على «الروكبة», وقادر دائماً على حصد الخصوم بالعشرات حتى المصاب المرتمي بين الأقدام, ستطوله نيران رشاش الجبل المتحدّث بلسان نصّ موجه لشباب مابين الـ١٦ والـ١٨ عاماً, ويحمل فيما يحمل من صرعات في موضة الحلاقة ومستوى طول الذقن واللباس المحدد بالأسود أو الزيتي مع الشال وبضع لقطات لفنون حب غير قابل للغفران.. صورة نمطية لرجل خارج عن القانون منكهة بألوان الحرب والأحداث الدامية في نشرات الأخبار لأكثر من عشرة أعوام، في نص أقل من أن يشكل حضوره «إشكالية» مابين المعنى الحقيقي للخير والشر ولا حتى «لوثة» فنية يلفظها النقاد، لأن الساحة مازالت قادرة على استيعاب الجمال ونقيضه والإبداع وذلّات الأقلام.
وأيّاً كانت أهداف«الهيبة- الرد» المباشرة وغير المباشرة أو حتى نواياهم الطيبة التي قادتهم عن سوء قصد لنص دموي كهذا يوقظ مشاعر القتل المبرر والثأر التي يتوارثها الأجيال بساعة صفر فنية كان الأجدى لو أنها غضت الطرف عن حواريات كهذه واعتمدت على اقتباسات وأمثال وروايات تحرض مكامن الأخلاق والكرم والرجولة وليس الفحولة..!!
باب التسامح على مصراعيه مفتوح أمام أعمال كهذه، على اعتبار أن توقيت العمل جاء في زمن «الكورونا» وما سببته من ارتفاع في درجات الحرارة أدت لهلوسة نص مرفوض تماماً مادام يحمل بين حوارياته ناراً ودماً وثأراً .. لذلك وتماشياً مع الأوضاع وسوء النصوص الدرامية وعمليات التجميل التي أفشلت البطلات في التمثيل، حبذا لو قمنا بتدوير الأبيض والأسود من المسلسلات وصورنا من جديد (صح النوم وملح وسكر ودليلة والزيبق).. وإذا كان ولابدّ من عمل بيئة شامي فليكن (حمام القيشاني)!!!