تتمتع سورية وروسيا بتاريخ طويل من التعاون والعلاقات الإستراتيجية، ومن الصعب إيجاز هذه العلاقات الراسخة ببضعة سطور.
زيارة وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد ومباحثاته مع المسؤولين الروس تصب في سياق تعزيز علاقات البلدين الصديقين والحليفين بآن معاً، في مكافحة الإرهاب والعمل لنظام دولي جديد، يسوده التعاون وقيم الشرعية الدولية.
كثيرون حاولوا ترصد هذه العلاقة، ومحاولة الصيد في المياه العكرة، خاصة خلال زيارة الوزير المقداد مؤخراً إلى طهران، بل ذهب هؤلاء المتصيدون لقول ما لا يمكن أن تقوله زيارة طهران، وها هي زيارة موسكو تشكل رداً واضحاً على أصحاب هذه المحاولات.
المقداد أوضح في مستهل لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف أن هدف زيارته لموسكو بحث تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وشكر روسيا لوقوفها إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب، مبيناً أن الهدف الإستراتيجي للبلدين هو دائماً أن يمضيا قدماً في تعزيز العلاقات المتميزة بينهما.
بعد هذا الكلام الواضح والصريح، هل ثمة من يستطيع أن يصوّب باتجاه هذه العلاقة الراسخة والتي تعد مثالاً يحتذى به في العلاقات الدولية القائمة على الاحترام والثقة..؟
لا شك أن ما يربط البلدين من علاقات وثيقة على الصعد كافة، جدير بأن يتم التوقف عنده وقراءة دلالات هذا الصمود أمام اختبارات وخضّات عالمية كبيرة.
اليوم وبعد قرابة ثمانية عقود من علاقات صداقة مميزة بين حليفين تجمعهما قيم سامية واحدة ومبادئ يضيف البلدان أبعاداً جديدة إلى علاقاتهما في مكافحة الإرهاب العالمي، والعمل من أجل عالم تسوده العدالة بعيداً عن الهيمنة والحروب.
وكما أعطت زيارة الرئيس بشار الأسد إلى روسيا عام 2005، والاتفاقيات التي تم التوصل إليها في مجموعة واسعة من القضايا في مجال التعاون العسكري– التقني والاقتصادي، دفعة جديدة لتطوير العلاقات الثنائية في ظل الظروف الجيوسياسية المتغيرة، فإن البلدين اليوم يواصلان العمل بالزخم نفسه، لمواصلة الحرب على الإرهاب وصيانة الأمن والسلام الدوليين.
أن أدل ما يشير إلى عمق العلاقة الروسية- السورية هو ما يقوله الخبراء الروس من أن “العلاقات الروسية- السورية في ما يتعلق بمسائل الحرب والسلام، علاقة توءم تربطها خيوط متشابهة، وتقوم على ثوابت إستراتيجية”.