كورونا القاتل الصامت
تتعالى الكثير من الأصوات والمطالبات لاتخاذ إجراءات حقيقية وأكثر صرامة للوقاية من الفيروس القاتل الصامت، وذلك نتيجة الازدياد المضطرد لعدد الإصابات المعلن عنها رسمياً وغير المعلن عنها، وكذلك الخسائر البشرية التي يحصدها هذه الفيروس اللعين بالجملة نتيجة الإهمال والتقصير وعدم التقيد بالتعليمات الصحية والوقائية، والذي كان السبب في الانتشار الأفقي الكبير للفيروس.
ومن بين المطالبات والإجراءات نتناول وضع المدارس، فالكثير من الأهالي يطالبون ويناشدون الجهات المسؤولة عن العملية التربوية، إغلاق المدارس ولو لفترة معينة لكسر حلقة العدوى لأنه على ما يبدو فإن الفيروس يتجه نحو الذروة في عملية الانتشار، وللأسف إن أغلب مدارسنا وضعها غير مناسب لمواجهة انتشار أي مرض، فجميعها يعاني من الاكتظاظ الطلابي، ولا تشبه بأي حال من الأحوال المدارس النموذجية التي زارها السيد وزير التربية، فالقاعات الصفية تتراوح ما بين 40-60 طالباً وما بين ثلاثة إلى أربعة طلاب في المقعد الواحد، فعن أي تباعد يتحدثون..؟؟؟
كما أن دورات المياه في الكثير من المدارس في حالة يرثى لها وتشكل حالة من الرعب للطلاب في الدخول إليها رغم وجود أعداد كافية من المستخدمين في كل مدرسة ، وبالتالي لا يمكن تحقيق أهم قواعد النظافة الشخصية للطلاب ألا وهو غسيل اليدين على الأقل,لذلك فإن الكثير من الأهالي يتخوفون من إرسال أبنائهم إلى المدارس
ونتيجة الازدحام الكبير فيها للطلاب والمعلمين فإنها تعدّ بؤرة كبيرة ومناسبة لتفشي وانتشار الفيروس بكل سهولة.
والغريب في الأمر والمضحك في آن معاً أنه عندما لم يكن هناك أي انتشار للفيروس في سورية تم اتخاذ بعض الإجراءات، أما الآن ونحن نسير نحو ذروة الانتشار لا نرى على أرض الواقع أي إجراءات عملية حقيقية يكون لها الأثر للحدّ من انتشار الفيروس، فأي قرارات تُتخذ إن لم تُدعم بالتنفيذ تبقى حبراً على ورق فهناك قرارات كثيرة لكن العبرة بالتنفيذ، فعلى الأفران قليلون من يلتزمون بالتباعد أو ارتداء الكمامات،كما أن هناك بعض صالات التعازي والأفراح تعلن تحديها لأي قرار، أيضاً لا حل مع الازدحام في وسائل النقل والتي تعدّ من أكثر البؤر لانتشار الفيروس، فكم من الأرواح ستزهق بعد كي نرى إجراءات صارمة على المستوى المطلوب..؟ .