من أهم الأسس و الركائز لبناء أي اقتصاد في دولة ما، لا بد أن يكون المنطلق و بشكل أساسي من بناء الإنسان في الدرجة الأولى و العمل على تأهيله علمياً و حضارياً و ثقافياً و و… الخ ، فبناء الإنسان هو المنطلق السليم لبناء جميع القطاعات الاقتصادية ابتداء من الزراعة و الصناعة و السياحة والحرف والمهن و و… الخ .
لذلك لا بد من توفير المناخ المناسب لبناء الإنسان انطلاقاً من دعم الكادر التعليمي بجميع الوسائل الممكنة التي تمكن هذا الكادر من العطاء و تقديم المعلومات ، لأن المعلمين بشكل رئيسي و قطاع التعليم بشكل عام هو الرافعة الحقيقية لبناء الأوطان و بناء الاقتصادات والثقافات و من هذا المنطلق لا بد من رفع أجور الكادر التعليمي في الدرجة الأولى لأنه ليس من المعقول أن تكون قيمة الحصة الدرسية للمكلفين لا تتجاوز ال 200 ليرة سورية او كما قالها لي أحد المعلمين لا تتجاوز قيمة سعر ( كيس شبس ) وهذا ما تسبب بعزوف الكثير المعلمين والمختصين وأصحاب الكفاءات والشهادات العلمية عن قطاع التعليم لدرجة أن الفصل الدراسي الأول شارف على الانتهاء ولاتزال بعض المدارس تفتقر للمدرسين المتخصصين .
و حقيقة الأمر فإن ما قامت بتقديمه سوق الأوراق المالية بتقديم 50 مليون ليرة سوري لدعم إحدى المدارس في مدينة سقبا في ريف دمشق بدعم من وزارة المالية هو خطوة في الاتجاه الصحيح و خاصة ان المدير التنفيذي للسوق وعد بتقديم مبالغ إضافية لبناء القسم الثاني للمدرسة ، و كما ذكرنا فدعم القطاع التعليمي و العاملين فيه لا يقتصر على القطاع الحكومي فقط بل على المجتمع المحلي و الفعاليات الاقتصادية و المؤسسات الخيرية لأن هذا القطاع هو الذي سيحافظ على أولادنا جميعاً و يقودهم نحو سبل التحصيل العلمي و الكفاءات اللازمة و الضرورية لإعادة بناء الوطن و إعماره و غير ذلك سيتبع أبناؤنا طرقاً غير سليمة و نتائجها ستكون كارثية و دمتم .