قوة المسؤول بعمله
وضع اليد على الجرح وإعادة الحق إلى أصحابه والتفاعل مع المشكلات بشيء من الحسّ بالمسؤولية هي من صفات المسؤول الناجح ، وهي ما يجب أن يكون عليه , فاتخاذ القرارات السريعة في حينها عندما تتطلب الحاجة ذلك، هو مصدر قوة للمسؤول ومتابعة من شخصه لما يعترض أي مواطن من مشكلات .
و الحالة التي حصلت مؤخراً مع معلمة في محافظة حلب بعد أن كان تم اتخاذ قرار بنقلها إلى مكان بعيد جداً عن سكنها وتعاطي وزير التربية مع ذلك بإلغاء قرار النقل إنصافاً لها ورفع الغبن الذي وقع عليها تؤكد أن المسؤول عندما يريد أن يسمع ويهتم بأدق التفاصيل مهما كانت الحالة قريبة أو بعيدة فبإمكانه ذلك .
كما أن تصرفه يدفع الكثيرين لإيصال أصواتهم إلى الجهات المعنية في حال كانت لهم حاجة محقة .
معالجة الوزير للموضوع ما كانت لتأتي لولا أن شاع الخبر ووصل إلى مسامعه. فكم من القرارات التي تتخذها بعض الإدارات إن كان في المدارس أو حتى في الدوائر الصغيرة في المؤسسات يمكن أن تمرّ مرور الكرام ويسكت أصحابها دون أن تصل إلى الجهات المعنية بالحل؟ ربما يكون عدم الاقتناع بجدوى الشكوى أحد الأسباب أو الخوف من تسلط المدير على ذلك الموظف أو لاعتبارات عديدة، وكم من حالات سمعنا ونسمع عنها من إجراءات ربما تكون غير منصفة بحق بعض الموظفين ولكنها تبقى ضمن إطار ضيّق , لم يستطع صاحب العلاقة إيصالها إلى الجهة المعنية التي تكون لها الكلمة الفصل في رد الحق لصاحبه وعدم السكوت عن الخطأ .
وهنا يمكن التساؤل: لو أن كل حلقة في سلسلة العمل قامت بواجبها بأمانة وبتشاركية مع الحلقات الأخرى ضمن إطار العمل الواحد، وأوصلت الصورة كما هي إلى الجهات الأعلى دون تزييف أو تلميع ودون إظهار أن الأمور على أحسن ما يرام وإلإضاءة على جوانب الخلل بكل مسؤولية وأمانة , مع المعالجة قدر المستطاع ، ألن يكون ذلك أجدى في معالجة الكثير من المشكلات والمعيقات في وقتها ومنع تشعبها ضماناً لسير ونجاح العمل ؟