ناقوس الخطر

هاهو الوباء يتفشّى و يفتك بأجساد أشخاص يتوقون للحياة كبقية الخلق ، ويحصد أرواح كوادر طبية وعلمية وكبار في السن من ذوينا وأهالينا . أطفال على المنافس وعيون أهاليهم تذرف دماً وقلوبهم تنفطر حزناً عليهم ، وآخرون أرهقهم غلاء الأدوية والبحث عما يخفف من آلام إصابتهم بهذا الداء. ولا يزال عدّاد الإصابات والوفيات في ازدياد, بينما الكل في غفلة واستهتار !
الناس منشغلون بتأمين لقمة عيشهم في ظل تبعات أزمات صعبة تركت وتترك ظلالها الثقيلة بلا رحمة ، وكل الدعوات الرسمية والإجراءات لا تزال بعيدة عن المستوى المأمول ،فالكل ضارب عرض الحائط بأن الوباء اشتد شراسة عما قبل…!
صور متشابهة لسلوكيات يومية ينتهجها البعض , في الأسواق وفي وسائط النقل العامة وأمام منافذ بيع الاحتياجات المعيشية الأساسية من التراخي والاستهتار ,ومناسبات محزنة أو مفرحة لا يزال البعض مصرّاً على إتمام طقوسها , كالذي يحصل من تجمعات في صالات العزاء أو في الأعراس ,ناهيك عن الزيارات الاجتماعية والتواجد بأعداد كبيرة بعيداً عن أي إجراءات وقائية ,مع أننا في مرحلة أحوج ما نكون للحذر والحرص, ولاسيما أننا في فصل الشتاء وما يشكله من عوامل خطورة في سرعة انتشار الوباء .
ويبدو أن مؤسساتنا وإداراتنا استسلمت للقضاء والقدر ، تركت الأمور على سجيتها ، إذ إن المواطن لم يستجب لما هو مطلوب، استهتر بشكل كامل وتناسى صحته ،ومدى خطورة حدوث إصابته على صحة المحيطين به وإمكانية نقل العدوى لهم ، وبعض الإدارات الصحية عجزت عن تأكيداتها ودعواتها للحذر والوقاية من مخاطر الإصابات وانتشارها وسط لا مبالاة لدى الأغلبية ..!.
وهنا نقول :إن تصاعد عدد الحالات إلى العشرات يومياً يفتح الباب مجدداً على ضرورة وضع حدد للتراخي والاستهتار الذي بات يهدد مجتمعنا بأكمله وينذر بعواقب كارثية , وعلى كل فرد أخذ الأمر على محمل الجدّ والتسلّح بالوعي والتحلّي بالمسؤولية تجاه نفسه وعائلته أولاً وتجاه مجتمعه ثانياً لكبح انتشار الفيروس من خلال استخدام وسائل الحماية الشخصية على أقل تقدير , وغير ذلك سنكون وكأننا في حلبة صراع مع الوباء,إما أن نهزمه بوعينا وإجراءاتنا الوقائية أو ستكون الغلبة له في حصد المزيد من الأرواح وخسارة الأحبة يومياً . فهل ندقّ ناقوس الخطر ؟ .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار