معيشة ضنكا
على وقع اخبار كورونا المتلاحقة ،والمخاوف القائمة وظهور أخبار الهزات وماسجلته الأجهزة المعنية بالرصد الزلزالي خلال الأيام الماضية ،تبقى الهزات السعرية التي تضرب الأسواق تحتل الصدارة ،لأنها باتت تشكل الهمّ الحقيقي للناس .
الكل في حالة شكوى ووجع من حجم ارتفاعات سعرية ألحقت الفقر بالجيوب والنفوس ،فتاه الناس إلى أين المفرّ ..!
الحال يضيق والفجوة تتسع ،ولا استقراء لمصير سوى المزيد من البؤس والحرمان والفاقة …!
لن نتجمّل ونزركش صور الحياة ،هي قاتمة، بل شديدة القتامة. فالفقر لازم غالبية الأسر ،في وقت صعب من تداعيات الوباء وآثاره.
من كان يعمل خلال اليوم ليسد قوت (عياله) بات عاطلاً عن العمل ،لم يعد يستطع شراء ربطة خبز أيها السادة.! الناس علت شكواها من تغوّل الغلاء وشدة الفقر ، بينما الجهات المعنية تدرس وتحصر وتنظم الاستمارات …!
المعاناة من موجات الغلاء لها حديث ذو شجون ملونة ،في ظل حظر وفوضى وغياب أجهزة حماية المستهلك ،مللنا من كثرة الكلام وتوصيف حالة الغلاء ،وتسلط تجار وباعة لاقوا ضالتهم في حاجات العباد ،ولا أحد يردعهم ،لدرجة أن الباعة الصغار منهم كانوا فوق القانون ..!
عندما تسمع لكلام وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تحسّ بمستوى عالٍ من الراحة والاطمئنان بأن عين الرقابة والمعالجة على أتم جهوزية ،ولكن مايبدد تلك الأحاسيس الفارغة قوائم أسعار حرقت كل شي ،وأتت على كل ما توعَد به من انخفاضات سعرية للمواد والسلع ..! فأسعار الأسواق في واد وتصريحات بعض الجهات المعنية في وادٍ آخر ، والمستهلك ذاك المواطن الجائع هو من يتحمل كل الضرائب وتداعيات الأزمات ..!
أحداث في مجملها سببت تراجعات خطيرة في الوضع الاقتصادي ،وعدم الاستقرار السعري وملحقاته من فواتير حياتية ،ستؤدي تالياً إلى مزيد من الأعباء المعيشية على المواطن ،وهنا لا أحد يتكهّن بمصائر ماستؤول إليه الأحوال .. الوضع يحتاج إلى وقفات إيجابية، تضع معيشة المواطن ضمن نطاق الأولويات والعمل على برمجة أسس محددة ،تخفف من حجم ضغوط معيشته قدر الإمكان ،لا أن يبقى الحال على نمطية التهرب من الواجبات .. ولا ضير في السرعة بمدِّ يد العون والمساعدة مباشرة لمن فقد عمله ،عله في ذلك المسعى يقدر على شراء ربطة خبز …!
غابت الرحمة ،والشاطر مَنْ ينهش أكثر من جسد المواطن الذي بات نحيلاً وهزيلاً ، ولم يعد مكترثاً لأي أخبار سوى لكيفية سد حاجة أولاده من أدنى الاحتياجات ..ودمتم حماة المستهلك ..!