«الفاجر» وحده الرابح
ما بين اجتياح فيروس «كورونا» للعالم أجمع وحرب ضروس تركت ندباتها على أرواحنا، ناهيك بتوقف عجلة الحياة لأشغال العباد، ووصول الأمور إلى حد يواجه كل منا وحش الأسعار الفاحش بمفرده، يبقى التاجر وحده المهيمن بسبب احتكاره المواد الغذائية والتحكم بالأسعار، في وقت باتت فيه الجهات المعنية مشغولة بضبط (لقيمات) المواطن الذي أصبح (على الأرض يا حكم)..!
نعم أصبح مطلع كل يوم جديد بمنزلة همٍّ لأغلبية الناس، بمعنى: فاتورة باهظة مقابل فتات الفتات لما يضمن بقاءهم على وجه البسيطة، كأن يشتري أحدهم القليل من الخضار بأسعار باهظة، علماً أنها إنتاج محلي من أرضنا وزراعتنا، وهذه الأسعار لن تذهب إلى جيب المزارع الذي يتعرض للاستغلال أيضاً، وإنما إلى التاجر لأنه المتحكّم بالسوق ويفرض الأسعار بما يضمن له الأرباح الهائلة من جيب المستهلك.
في مختلف الظروف التي تعصف بالبلاد والعباد يثبت أن التاجر وحده الرابح، فهو المستثمر في كل الظروف، حتى في الحروب وانتشار الأوبئة، وغريزة نهمه للمال ليس لها حد، بدليل اعتراف الجهات المعنية بعجزها عن ردع أو حتى الحد من جشعه، علماً أن هذه المعادلة قديمة – حديثة، لذلك فإن الأجدى أن نعتمد على ذواتنا من خلال مبادرات مشابهة لتلك التي أطلقتها الجمعيات الفلاحية في محافظة طرطوس بالتنسيق مع اتحاد الفلاحين، بالشراء من المنتجين أنفسهم والبيع بسعر التكلفة من دون الاعتماد على التجار والوسطاء، الأمر الذي قد يسهم في حماية المنتج ذاته من التعرض للابتزاز والسرقة، كما يسهم في تخفيض الأسعار على المستهلك، أو البحث عن بدائل أخرى من شأنها التخفيف من اختناقاتنا، وإلا فعلينا الاستعداد للتسليم بأن من لم يقض نحبه بسبب (كورونا) فسوف يكون أحد ضحايا الفقر والجوع