دعونا نرتقي …!!

جميعنا يحمّل «الحكومة» كل ما يحدث من أخطاء , من جراء القرارات الخاطئة التي تصدرعنها بين الفينة والأخرى سواء بقصد أو بدون، وأفترض هنا عدم القصد،(مع أن عدم القصد ليس في مصلحة هذه الجهات) .. لأن القرارات الحكومية عادة ما تحتوي على إشارات واضحة تفيد بضرورة اكتساب ثقة المواطن بالحكومة، وتأتي هذه الإشارات على خلفية قراءة رسمية ترصد تراجع ثقة المواطن بالحكومة .. والنظرية تقول: لا يمكن لأي حكومة أن تتخذ إجراءات اقتصادية من دون أن يطولها وابل من سهام النقد.
مانريد قوله: إن الإجماع أمر غير وارد في أي قضية والثقة بالحكومة لا تعني الموافقة على كل ما تقوم به, لذلك لا أظن أنه من المسموح أو المقبول به أن يبقى المواطن ( كبش الفدا ) في سلسلة القرارات التي تتمحور حول الظروف المعيشية الصعبة يوماً بعد يوم والتي تصب في مصلحة فئة معينة بعيداً عن مصلحة المواطن الذي تآكل دخله وازداد فقره.. ! بالتأكيد هذا لم يأتِ من فراغ, فالمواطن يسمع شيئاً ويرى شيئاً آخرعلى أرض الواقع , فهل مصلحة المواطن تقتضي فلتان أسعار السلع الغذائية, وتقتضي حصر مخصصاته المعيشية ضمن البطاقة الذكية و التي توجت أخيراً برغيف الخبز تحت مسمى خدمة المواطن وحل مشكلة الازدحام وضبط عمليات التهريب للدقيق التمويني والذي لطالما كان يعد الاقتراب منه خطاً أحمر ولا يجوز المساس به ..لكن على ما يبدو أنه لم تعد هناك خطوط حمراء لأن الجميع تجاوزها وتملص من المساءلة !! و اللافت أن ما نجده اليوم أمام أحد الأفران يوحي بأن تطبيق قرار تأمين الخبز على البطاقة لم يغير ساكناً بل زاد الطين بلة , فعندما تغلق كل بوابات الأفران ويجتمع الكل في طابور واحد رجالاً ونساء وأطفالاً ..,, امر يتطلب تصحيح المسار الذي نسير فيه , وإلا ما الجدوى من تلك القرارات الخاطئة التي يدفع ثمنها المواطن؟!! والصفعة الكبرى: يبقى الهروب إلى الأمام مستمراً ( كأنك يا أبوزيد ما غزيت) ..
والتساؤلات عديدة و برسم أولي الأمر.. لأن واقع الحال لم يعد يسمح بأنصاف الحلول …! صحيح أن الوضع الحالي في غاية الصعوبة لكنه ليس مستحيلاً .. وعلينا جميعاً أن نتقبل التعايش مع الوضع الصعب للخروج من عنق الزجاجة.. وعليه، لا ضير أن تقوم الجهات الوصائية بإصلاح الوضع واتخاذ قرارات صائبة لأننا مقبلون على قرارات اقتصادية قد تكون صعبة في حال استمرار خط إدارة التصدي لهذا الوباء , فلنتفق على ألا تكون القرارات القادمة وليدة التجارب !! فالجميع ينتظر- بفارغ الصبر- حلولاً ..
لكن أين نحن من هذه الحلول؟ …!!
hanaghanem@ hotmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار