تغيّرات حتمية

كل شي سيتغير ،وهذا منطق الأشياء بعد حدوث الحروب والأزمات الصحية ،فكيف مع وباء غامض يعصف بكل مايقع أمامه ،أو حتى يلامسه.
الحياة ستتغيّر على الجميع ..نمط وعادات وسلوك ،وعمل وإنتاج ،واحتياطات مع تدخلات عملية لرفد قنوات الحماية الصحية والسلامة العامة ،إلى ماهنالك من علاقات ورسم طرائق تعاطٍ وفلسفة جديدة ستنشأ ،شاء من شاء وأبى من أبى..
وهنا يتبادر إلى الذهن التساؤل المنطقي :كيف سيكون هذا التغيّر الحتمي ،وماهي أدواته ..؟! وهل درست الجهات آثاره وخاصة السلبية منها ..؟
اليوم ومع جملة التحوّلات المتلاحقة على الصعد كافة تأتي الحماية الصحية أولوية ،يجب أن ترتكز على بنى إنتاجية داعمة ،وهذه لا تتم سوى من جانب المؤسسات الإنتاجية الاقتصادية ،وماعليها إلا أن تتأقلم مباشرة مع الوضع الجديد ،كما أن على الجميع التنازل عن بعض المتطلبات والتعامل بشفافية مطلقة ، فالطرائق الطويلة من تعقيدات ونمطية لم تعد تنفع في ظل تسارع متوالية تستدعي الحذر والحيطة ،والتصدي لأي أزمات قد تعصف بمنظومات إنتاج قوية ،تأقلمت مع مايفرزه الاحتياج اليومي ،وليس ذاك الهدف البعيد ..!
شركات محلية كانت غارقة بويلات الخسائر استجابت إلى حاجة السوق المحلية من الكمامات مثلاً ،وحققت ميزة إنتاجية متقدمة ،تأقلمت مع الحاجة الضرورية ، واستطاعت أن تثبت الموجودية .. وهذا ليس إطراء بحق شركة من الشركات الوطنية التي تستحق كلها الثناء ،بل من باب الإشارة إلى أهمية المرحلة وسرعة التجاوب الإنتاجي لسد حاجة قد تظهر فجأة … وهذه هي مسؤولية الإدارات بأن تتسلّح أيضاً بالحرفية والمرونة واستقراء المستقبل بحسٍّ من المسؤولية الحقة ….
ستنجلي غيوم هذا الوباء وكلنا أمل بأن يبقى وطننا الغالي معافى وسليماً ، وما الإجراءات الحكومية المتتابعة إلا ضمن هذا السياق من باب الحرص على سلامة الوطن والمواطن …فالمطلوب أن تضطلع الجهات بمسؤولياتها ..و أعني هنا القطاع المصرفي الذي يعول عليه كثيراً خلال الفترة المقبلة عبر فتح جبهات استثمارية وتمويلية باستخدام سيولته لدعم القطاعات المتأثرة ،منطلقاً من أولوية مشاريع الصحة ودعم كل مستلزمات صمودها ،ومن ثم خطة لتحريك الاقتصاد وعودة المواطنين إلى حياتهم العادية وأنشطتهم التي قد يلزمها عمليات إقراض ..
تبقى الشركات حاملاً مهماً لبناء أي اقتصاد ،دعمها وتمويلها للتأقلم مع حركة التغيير أمر مهم ،مع أهمية استفادتها من المزايا والتسهيلات الممنوحة لها ،للبحث عن حلول عملية للتحديات وتوسيع قاعدة نشاطها الإنتاجي الجديد …
لا مناص من التكيّف والتأقلم مع المفرزات الكورونية ،فالوقت لا يرحم ولا يصب في خانة أحد ،فالنجاح يحتاج إلى مبادرات وإخلاص ووضع الأيدي بيد الأجهزة الرسمية ، عندها ستتغير الصورة كثيراً، ونأمل ذلك .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار