بعيداً عما يتم تداوله عن وباء كورونا الذي أصبح الشغل الشاغل لوسائل الإعلام والتواصل والحديث المجتمعي ، سنحاول أن نتطرق للواقع المعيشي للمواطنين الذين وفي غالبيتهم تعرضوا لضرر كبير جراء الإجراءات الاحترازية الضرورية التي اتخذتها الحكومة وأدواتها التنفيذية للوقاية من هذا الوباء وحفاظاُ على السلامة العامة وصحة المواطنين ، حيث تعرض المواطنون لضرر مزدوج جراء هذه الإجراءات الطارئة ، أولاً من ناحية خسارة عدد كبير منهم لرزقهم اليومي الذي يعتاشون منه والثاني جراء ارتفاع الأسعار بشكل كبير واستغلال بعض التجار من أصحاب النفوس المريضة لذلك.
وتجاوزاً لذلك قامت بعض المجالس المحلية باتباع أسلوب متميز وحضاري واقتصادي لوضع حد لارتفاع الأسعار وبيع المنتجات الزراعية وغيرها بأسعار رخيصة للمواطنين وكسر احتكار المادة من قبل التجار وتسويقها بشكل مباشر من المزارع إلى المستهلك من دون أي وساطة .
أمس قام المجلس المحلي في بلدية الحرجلة على سبيل المثال باستجرار 12 طناً من البطاطا من أحد حقول المزارعين بسعر 300 ليرة للكيلو وقام بعض الخيرين من أهالي القرية وهم أربعة بدفع قيمة 50 ليرة عن كل كيلو لكل شخص والرابع دفع 25 ليرة عن كل كيلو وبالتالي انخفض سعر الكلغ 125 ليرة ، قام المجلس بالتعاون مع الأهالي بتعبئة الكمية بأكياس صغيرة ، في كل كيس 4 كيلو بطاطا وتم نقلها إلى منازل جميع المواطنين مجاناً، حيث تبرع موزعو الخبز بهذا العمل وتم بيع كل كيس بـ 500 ليرة للمواطنين وهذا لاقى ارتياحاً كبيراً عند الأهالي والمتبرعين ولكنه لم يلق ارتياحاً أبداً عند تجار الخضار في البلدة والبلدات الأخرى ، وسيتم تعميم هذه الفكرة على المجالس المحلية والأهالي .
وحقيقة الأمر أن تكافل وتعاون المجتمعات مع بعضها بعضاً بحاجة إلى تشجيع بشكل مستمر وخاصة في الظروف القاهرة والصعبة وهو نوع من التعاون والتكافل فيه الكثير من الرقي والخير لشرائح كبرى من مجتمعاتنا وفيه أيضا إفادة للجميع ونأمل أن يستمر مجتمعنا بهذا النوع من الأعمال الخيرية التي لها فائدة كبيرة للجميع في ظل ظروف تمر بها سورية، أقل ما يقال عنها بأنها قاهرة… ودمتهم.