مواطن.. مطواع
حالة التجاوب لدى المواطن بدأت تأخذ منحى تصاعدياً مع كل ما تطلبه الحكومة عبر إصدارها بلاغات وقرارات تصب في خانة حمايته أولاً وأخيراً ،ولا شك كانت محل ترحيب ،ولاقت قبولاً مباشراً عند أغلبية الناس ،فكان الالتزام التام على مساحة الجغرافيا السورية مدناً وأريافاً، هذه الأخيرة التي كانت المخاوف كبيرة من عدم تجاوب مواطنيها مع ما يطلب منهم، إلا أن الواقع كان مدعاة مسؤولية وواجب حيال من تم الطلب منهم ،وكان الالتزام في جل الريف مشجعاً وملحوظاً ،وإن دل على شيء فهو يدل على وعي المواطن الذي بات يتحسس أماكن الوجع والمعاناة .
صحيح وحسب مارشح عن الجهات الرسمية أن التجاوب كان جيداً ،لكن هذا التجاوب يتطلب مسارعة ويقظة من جانب بعض المؤسسات التي تضطلع بدور تقديم الخدمات وتأمين أهم اساسيات معيشة المواطن، كمادة الخبز مثلاً ،بعد ظهور أحاديث من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التي أشبعتنا خطباً وتأكيدات طغت على كل أحاديث وسيَر ” كورونا ” المبجّل، هذا الوباء الخطير، أبعده الله عنا وحمى بلدنا من أي تبعات له.. تلك الأحاديث باعتماد البطاقة الذكية للحصول على الخبز، والخبز وحده غذاء أغلبية السوريين وخط أحمر لا يمكن تجاوزه مهما اشتدت الخطوب ولذلك فإن الأحرى والأجدر أن تأتي تصريحات جهات (حماية المستهلك) منسجمة مع مايحلم به مواطن استجاب وجلس في منزله على أمل أن تصله ربطة خبز توقظه من كابوس أحلامه المتواضع ، فكثرة الخطب توجع الرأس بلا فائدة ،وإذا كانت الوزارة تجهد في إيصال الخبز للمواطن بأيسر الوسائل فعليها أن تضع خطة مدروسة وممنهجة ،وليست وليدة الابتكار اللحظي الذي قد يلحق الويل والثبور بمواطن تعب وجهد ولم يعد بمقدوره شراء شيء ….!!
لتكن ” الذكية ” خيار الوزارة ومنقذ الخبز في حال تم الاستثمار لهذه التجربة بالصورة السليمة ، وضمان وصول الخبز صالحاً ومناسباً سعراً وجودة وموثوقية ..عندها سنصفق جميعاً لـ(الذكية) ولخطوات الوزارة المتلاحقة ..بعيداً عن أي لمز وغمز … !!
هناك أسر تقضي ساعات طوال للحصول على أساسيات معيشتها اليومية ،والمقاربة تكون بالتقرب من مشكلات العباد وتوفير كل متطلبات حياتهم، وعندهاستكون استجابة المواطن لما يطلب منه سريعة ومضمونة.
التكاملية مسعى يضمن التعاون والتكامل والتفاعل المباشر مابين المواطن الذي يناشد الحصول على لقمته والحكومة التي تطلب حسن تنفيذ أي تدابير وخطوات.
مواطننا اليوم على درجة جيدة من التعاون والحس بمخاطر الأمراض والأوبئة، أبعدها المولى عنا جميعاً، وهنا تكمن المطالب من الجهات الرسمية بإيلاء خدماته ومتطلبات عيشة أهمية قصوى وكبرى، والضرب بيد من حديد للفاسدين والمتلاعبين وهذا ما نأمل ..!!