يحدث أن تتغيب عن مهرجان أو مؤتمر أو تكريم، ولحسن حظك يكون لك صديق صحفي مصور يحتفظ بذاكرة كاميرته بمخزون كبير من الصور، يدهشك وعين عدسته ترصد المكان بأكمله بحضوره ومسرحه وبصورة واحدة.. إنها اللقطة البانورامية ياسادة!! التي تستطيع أن تحتضن أي مشهد من كل زواياه..
لقطة صديقي البانورامية ما شأنها وشأن عنواني (أزمات مزمنة)؟
الأزمات التي حالها يشبه حال الأمراض وتتفاوت مابين أمراض مقدور عليها بحبة سيتامول أو مضاد حيوي كل (8) ساعات وأمراض تحتاج عملية جراحية وغرفة عمليات، أي إن (الأزمة- المرض) بكل صنوفها تحتاج الوقاية أولاً، ومن ثم التشخيص الصحيح وتقديم الحلول على طبق من دراسات وتخطيط يقيناً من تحول الأزمة إلى مرض عضال..!!
كل سنة لدينا أزمة في فصل الشتاء، وشوارعنا وأنفاقنا والصرف الصحي مع المسؤولين المعنيين الذين يتفاجؤون بالمطر وكأنه يهطل في شهر آب..
حفر وفيضانات وسيارات عالقة، ومارّة لاحول لهم ولا قوة؛ مشاهد موروثة تراها كل عام في فصل الشتاء، وحديثاً صارت بيننا أزمات دخيلة مثل حرائق الغابات وما أكثرها، في كل عام تصير الحرائق ونركض لإخمادها لتحقيق نتيجة مفادها «سوق جديدة لتجارة صوبية الحطب وأركيلة الصبايا والشباب».. ودائماً السادة المعنيون في حالة استهجان واضطراب وقلّة حيلة مع أزمات كهذه، حتى صارت بتراكمية حدوثها وتكرارها أزمات مزمنة و«ياخوفنا» من تحولّ الأزمة إلى مرض عضال.. والحل في رأيي -على بساطته وتعقيد مشكلته- يحتاج فقط الاستعانة بعدسة صديقي الصحفي لالتقاط صورة بانورامية تحصر أي واقعة من جميع زواياها وبلقطة واحدة يتم من خلالها دراسة المشكلة وتقديم الحلول الاستباقية قبل أن تتنامى وتصير أزمة مزمنة، وهذا يتطلب (الإرادة) أولاً من المعنيين بالشؤون الخدمية، ومن ثم تحقيق نتيجة لمعادلة (الدراسات الورقية والعمل) لكيلا تكون هناك قطيعة بين من يفكّرون ومن يعملون، فتصير الحلول إما مغامرات لا تخلو من الحماقة وإما خطابات وحبر دراسات على ورق.