مجالس عجز!

سلّمنا مكرهين بالحالة المزرية التي آلت إليها بعض الشوارع والحارات في العديد من المدن والقرى والبلدات، وما طال البنى التحتية من تشويه وتخريب وسوء الحالة الفنية لها التي حوّلتها إلى مستنقعات ومغاطس لمختلف الألعاب الشتوية من الغطس و«التطبيش» في الوحول.
وسلّمنا مكرهين بالواقع البيئي للنظافة وتراكماته على مدار سنوات الإرهاب ،ونشوء مكبّات للقمامة فوق الأراضي الزراعية وفي مختلف الزوايا المهملة من الحارات والشوارع نتيجة الرمي العشوائي وضعف المتابعة من قبل الوحدات الإدارية على مختلف مسمياتها وتشكيلاتها.
وسلّمنا مكرهين أيضاً بتسويغات رؤساء المجالس المحلية والبلديات وبأعضائها المنتخبين بالتقصير في معالجة هذا الواقع والتلوث، تلك التسويغات والذرائع الواهية، من نقص العمال وتسرّبهم ونقص الآليات وصعوبة صيانة المعطوب منها، وسئمنا من هذه التسويغات التي تنمّ عن عجز وقصور تلك البلديات في اجتراح الحلول والعمل بجدية لتوفير التمويل اللازم لها من خلال الاعتماد على الاستثمار لكل مساحة ممكنة لديها، وإقامة المشروعات التي تعود عليها بالريعية وتوفر لها موارد مالية مقبولة لتوظيفها في مشروعات خدمية وتحسين الواقع البيئي والخدمي المزري، والخروج من الحالة السلبية التي تعيشها بعض هذه الوحدات الإدارية والبلديات التي عوّلنا عليها كثيراً في ظل الظروف الصعبة، ولاسيما أن هذه البلديات ومجالسها قد أخذت الوقت الكافي بعد أن وفّر لها الجيش العربي السوري -بتضحياته الجسام- مساحات واسعة من الأمن والأمان، ولم يعد لديها أي مسوّغ للشكوى الدائمة والتلطّي خلف منعكسات الأزمة التي أصبحت خلفنا، والخروج من حالة العجز التي تضع نفسها فيه.
بلا مجاملات نقول ونسأل: أين المبادرات التي من المفترض على المجالس أن تقدّمها للخروج من حالة العجز؟!
أين أيام العمل الطوعي من خلال دعوة الناس وإشراكهم في النظافة والمبادرات المجتمعية؟
لماذا لم يبادروا إلى تسوية الطرقات وتجريفها وردم الجور والحفر وإزالة السواتر وترحيل القمامة إلى مكباتها النظامية بعد أن أصبح الوضع آمناً؟
ولماذا تغيب اللقاءات الجماهيرية عن مفكرة العمل اليومي لرؤساء البلديات؟ أم إن الشكوى الدائمة من قبلهم ستبقى العنوان الأبرز لعملهم بعد أن شارفت دورتها الانتخابية على الانتهاء ولم تترك بصمات تُذكر في حياة الناس سوى المخالفات السكنية التي طالت معظم المناطق على حد سواء؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار