ينتظرون إنصافهم
لطالما سمعنا عن ضرورة تطوير القطاع الصحي والتخطيط لذلك, وسمعنا مراراً وتكراراً عن مشكلات التمريض, فسنوات عدة مضت ومعاناتهم لا تزال قائمة وقد طرقوا جميع الأبواب ونشروا معاناتهم في جميع الصحف والوسائل الإعلامية وأمست قضيتهم متنقلة من جهة معنية إلى أخرى من دون أي إجراء يذكر مع إنهم دعامة العمل في المشافي وعصب العمل الحقيقي والمهم في منظومة الصحة العامة وهم من يتحملون الأعباء والضغوط لناحية الجهد ولما يحمله عملهم من خطورة على حياتهم فهم معرضون للعدوى بالأمراض بحكم ملازمتهم المشافي.
طالبت كوادر التمريض وعلى مدى السنوات الماضية وما زالت تطالب بتحسين طبيعة العمل أسوة بفنيي المعالجة الفيزيائية والتخدير وتحسين الحوافز ومنح المكافآت والاهتمام بالاختصاصات التمريضية وترجمتها على أرض الواقع من خلال التوصيف الوظيفي الحقيقي, إضافة إلى توسيع وتعديل الملاكات وخاصة شاغر مساعدة التمريض الملغى والمنسق من الدراسة وعدم التعيين لغير المرخصين أصولاً مع تفعيل مقص الرقيب في المشافي الحكومية والخاصة مع ضرورة الإسراع بالبورد العربي للتمريض وافتتاح فرع لتجسير التمريض في التعليم المفتوح لمن يرغب ويكمل في فرعه الأصلي بدلاً من فرع آخر لتعديل درجته الوظيفية وفتح مسابقات لخريجي البكالوريوس في التمريض مع إلزام المشافي الحكومية والخاصة بذلك وعدم وضع العراقيل للتقاعد المهني المبكر إذا كانوا مستوفين الشروط بحجة النقص, فالخريجون كثر ويمكن الاستفادة من هذه الشواغر بعد تقاعد زملائهم وفي ذلك ضرورة منح الشهادات بعد أداء الخدمة الفعلية كما هو منصوص عليها قانوناً.
وهنا يجدر القول: إن التطوير في القطاع الصحي يجب أن يترافق مع تحسين الواقع المعيشي للكوادر التمريضية ولاسيما أنهم يعملون في ظل ظروف صعبة ولابد من منحهم طبيعة عمل وحوافز جيدة وأن تقابل خصوصية مهنتهم بامتيازات خاصة توازي حجم المهام الملقاة على عاتقهم أسوة بزملائهم في المعالجة الفيزيائية والتخدير وليكن تعديل أجورهم حجر أساس في عملية النهوض بالقطاع الصحي الذي هو من أهم القطاعات لما يحمله من خصوصية لارتباطه بكل الشرائح في المجتمع, فهل تقوم الجهات المعنية باستدراك هذا الأمر وإيصالهم إلى حقوقهم؟ وهل سيرون في قادم الأيام آذاناً مصغية لمطالبهم وتحقيق آمالهم في الوصول إلى أمانيهم البسيطة في العيش حياة كريمة من دون منغصات؟